يا ماحلا حليب النوق في روضةٍ خضرا ربيعية نوارها يطرب هَلَ الذوق قاعية يا خوش قاعية

  * حفر الباطن - تحقيق وتصوير - فهد عبدالرحمن الجخيدب الحربي:
سماء تتلبد بالغيوم وفياض تكسوها الزهور وحزوم تغطيها الخضرة وفضاء يملؤه تغريد الطيور والعنادل وأشجار تحيطها المياه، أجواء ربيعية جميلة تعيشها (القاعية) التي يطلق عليها المنتجع أو المتنزه المجمعي لكثرة مرتاديها من أهالي المجمعة والمراكز التابعة لها ولوجود عدد من الأماكن الجميلة التي ازدانت بالربيع جمالا وحسنا مثل: (الخفيسات) الواقعة على بعد 15كم جنوبا وروضة (أم سدر) 6كم و(خفق طاسان) 10كم والنظيم وفيضة أم حمير بالإضافة إلى وادي العصل وروضة مير العصل.
(الجزيرة) تجولت في مركز (القاعية) الواقعة بين فيضتي القاعية والدجاني والتقت برئيس المركز وعدد من الأهالي والبادية والزوار حيث يقول الشيخ ماجد بن عجمي الدويش رئيس المركز: القاعية منطقة قديمة كانت مورداً للبادية يأتون إليها من كل مكان لوفرة المياه وسعة الأرض حيث يوجد فيها (110)آبار، 76 بئراً بفيضة القاعية و34 بئراً بفيضة الدجاني ولا يزال كثير من هذه الآبار حية وصالحة للشرب, وهذه الآبار جاهلية لا يعرف أحد تاريخها.
كما التقينا بعدد من أصحاب المخيمات المنتشرة في فياضة القاعية والدجاني حيث يقول كل من عبدالله العبدالرحمن ومحمد الفهد وفرحان الدوخي والذين قدموا من منطقة القصيم :أتينا هنا لنستمتع بهذه الأرض التي تكسوها الخضرة فهذه الفياض ترد الروح ونحن نقضي يومنا من الصباح الباكر متجولين في هذه الأرض الجميلة وقد لفت انتباهنا أرض الحقبات وأشجار السدر التي تحيطه المياه وكذلك مضارب النجوم التي تملؤه المياه ..مناظر جميلة بهذه الأجواء الربيعية الجميلة، وبعد أن نتجول طيلة يومنا نرجع إلى خيمتنا في وقت المساء.
كما التقينا بعدد من أهل البادية بأغنامهم وإبلهم حيث أفادوا بأنهم قدموا من أماكن متفرقة من مملكتنا الغالية ليرعوا ماشيتهم من هذا الربيع وقالوا بأن الأرض هنا واسعة والمياه متوفرة.
الجدير بالذكر أن الكثير من المتنزهين يحرصون على شرب الحليب ولا يجدون حرجاً في طلب ذلك من أصحاب الإبل أو الأغنام والذين لا يترددون في تقديم الحليب لمن يريده خاصة الشباب منهم الذين يفضلون حليب النوق التي ترعى من هذه الأعشاب.