* موسكو - سعيد طانيوس:
بدأ رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي أمس الأول زيارة إلى موسكو هي الأولى له خارج جورجيا منذ انتخابه رئيساً للبلاد.
وتهدف زيارة ساكاشفيلي هذه إلى موسكو لإرساء نزعة ايجابية لتطور العلاقات المستقبلية بين جورجيا وروسيا. وقد أقر ساكاشفيلي في مؤتمر صحفي في تبيليسي على ذلك بأن كل المشاكل التي تراكمت بين البلدين لا يمكن حلها خلال يوم واحد.
وقد انتخب ساكاشفيلي الذي يعتبر من الجيل الجورجي الجديد المؤيد لتنمية العلاقات مع واشنطن بدلا من موسكو رئيسا لجورجيا في الانتخابات الطارئة في الرابع من كانون الثاني- يناير والتي جرت عقب الاستقالة الطوعية للرئيس السابق ادوارد شيفارنادزة في تشرين الثاني- نوفمبر عام 2003.
وبدأ الرئيس الجورجي يومه الاول في موسكو بالقاء كلمة أمام طلبة ومدرسي معهد العلاقات الدولية. كما التقى مع عدد من كبار الشخصيات الرسمية من بينهم رئيس الاتحاد الروسي للصناعيين ورجال الأعمال أركادي فولسكي ورئيس غرفة التجارة والصناعة، رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف.
ومما يلفت النظر وصول ساكاشفيلي الى موسكو بطائرة ركاب اعتيادية من تبيليسي وذلك تخفيضا للنفقات في بلد يعاني من ازمة اقتصادية مزمنة وديون خارجية كبيرة.
وقد استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الجورجي في الكرملين ويناقش معه العلاقات الثنائية وما يعتريها من مشكلات تتسبب بها قواعد الانفصاليين الشيشان في وادي بانطيسي الجورجي على الحدود مع الشيشان.
كما وصل إلى موسكو أمس الأول وزير خارجية الاردن مروان المعشر ليناقش مع المسؤولين الروس آفاق عملية السلام في الشرق الاوسط، وكذلك مكافحة الارهاب.
وقال الوزير الاردني في حديث صحفي إنني اعتزم ان اناقش بموسكو تطور عملية السلام في الشرق الاوسط، بالاخص وان روسيا عضو في (رباعي) الوسطاء الدوليين وكذلك قضية العراق. علاوة على ذلك ستناقش المباحثات الروسية الأردنية قضايا الإرهاب الدولي.
وقال مروان المعشر (ان زيارتي الى موسكو تتم في اطار المشاورات المستمرة وتبادل الآراء بين المملكة الاردنية وروسيا الاتحادية).
وحسب أقوال الوزير المعشر فإنه يعتزم ابلاغ الجانب الروسي بشأن قيام الاردن بإرسال طلب الى محكمة العدل الدولية للنظر في قضية (الجدار العازل) الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية لنهر الاردن، وكذلك تأثير أفعال اسرائيل هذه على عملية السلام في الشرق الاوسط. وقال ان الجدار يشكل خطرا على الامن القومي للاردن ويخلق صعوبات امام اقامة دولة فلسطينية.
وأشار إلى أن المباحثات ستشمل أيضا موضوع سبل إعادة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي إلى طاولة المفاوضات من أجل إحلال السلام والأمن لصالح شعوب الشرق الأوسط كله.
وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر ياكوفنكو قد أعلن عشية الزيارة ان الاهتمام الأولي سيعار لمناقشة سبل تذليل الأزمة في الشرق الأوسط.
وقال ان روسيا والأردن ينطلقان من ضرورة التنفيذ العاجل لخطة التسوية السلمية للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي.
وأضاف قوله ان استقرار الوضع في المنطقة واستئناف عملية المباحثات لا يمكن أن تضمنهما إلا الجهود المتلاحمة من جانب الطرفين المعنيين والمساعدة الفعالة من رباعي الوسطاء الدوليين المتألف من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
|