* القدس المحتلة- بلال أبو دقة:
تحت حماية قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلي استولت جمعية ( العاد ) الاستيطانية اليهودية المتطرفة فجر الأحد الماضي بالقوة على ( 16 منزلا فلسطينيا ) في ( قرية سلون - وادي حلوة ) ب مدينة القدس الشرقية المحتلة، وقامت هذه الجمعية برفع الأعلام اليهودية على سطوح المنازل التي تقع على بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى المبارك في حملة لتهويد تلك المنطقة وطرد سكانها.
وكشفت هذه الجمعية الاستيطانية العنصرية المتطرفة النقاب عن أن هذه العملية تأتي ضمن خطة استيطانية جديدة تهدف إلى إيجاد تواصل بين المواقع الاستيطانية اليهودية في رأس العامود وسلوان وما يسمى ب (مدينة داود) وربطها بالمشروع السياحي الاستيطاني الكبير في باب المغاربة، ومنها إلى حائط البراق الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك بهدف تهويد الجزء الجنوبي من المدينة المقدسة.
وادعى المستوطنون الذين استولوا على المنازل أن جمعية (العاد) الاستيطانية قامت بشراء هذه البيوت بعشرات ملايين الشواكل من أجل دعم وإسكان اليهود فيها، وهو الأمر الذي نفاه أصحاب المنازل الذين تجمعوا في العراء قبالة منازلهم، ورفضوا تركها بصورة مأساوية في ظل اجتماع القاضي والجلاد اليهودي، حيث تعرض بعضهم للضرب والإهانات كما تحرش المستوطنون بالنساء وضربوا الأطفال.
وفور طرد سكان المنازل الفلسطينيين قامت ( العاد ) بإدخال عائلات من المستوطنين وطلاب مدارس دينية من غلاة المتطرفين ووفرت لهم الحماية شركة حراسة يهودية خاصة وأفراد من الشرطة الإسرائيلية، وحرس الحدود في عملية استفزازية وسط التهديد بالقتل واستعراض للسلاح من قبل مئات المستوطنين المتطرفين.
وادعى ( دافيد بئيري ) مدير جمعية ( العاد ) الاستيطانية المتطرفة أنه: قام بجمع التبرعات لهذا الغرض قبل عشر سنوات من أجل خلق تواصل جغرافي للاستيطان اليهودي بين سلون والحي اليهودي في البلدة القديمة في القدس، مضيفا أن الجمعية قامت بشراء جميع المنازل التي دخلها أعضاؤها، وهناك المزيد من المنازل التي يجري التفاوض بشأنها حيث يجري العمل على تطوير جنوب أسوار البلدة القديمة من أجل رفاهية سكان الحي اليهودي، وربطهم بمدينة داود عبر شبكة من الطرق والأنفاق، وتوفير جميع المتطلبات الضرورية لهم، من خلال المركز السياحي والتجاري المقرر إقامته في تلك المنطقة وربطها بساحة (المبكى) البراق.
وقال نصري عامر محامي ثماني عائلات فلسطينية من الذين تم إخراجهم من منازلهم بالقوة في تقرير تلقته الجزيرة: لقد تمكنا من استصدار قرار من محكمة الصلح في القدس الغربية المحتلة، ضد ( دافيد بئيري) والشرطة الإسرائيلية لاستيلائهم على المنازل الفلسطينية الساعة الثالثة فجراً، يقضي بإخلاء كل المستوطنين من منزلي آل العجلوني لعدم توفر أي دليل يثبت شراء المستوطنين لهذين المنزلين.
وأضاف المحامي عامر أن باقي المنازل جرى تأجيل النظر في وضعها إلى يوم الأربعاء المقبل ( اليوم ) بحضور جميع الأطراف والإثباتات القانونية.
وأشار إلى أن الدعوة القضائية شملت الشرطة الإسرائيلية لتورطها ولمساعدتها جمعية ( العاد ) المتطرفة وعناصرها وإخراجها المواطنين الفلسطينيين في الساعة الثالثة فجراً تحت تهديد السلاح وترويعهم وإلقاء أمتعتهم إلى الشارع وطردهم بصورة قاسية وصعبة جداً.
وقال المحامي: إن المنازل الـ 16 تم تفريغها من أصحابها الفلسطينيين وتم تسليمها للمستوطنين، حتى يتم التحايل لإثبات أنهم ( أي المستوطنين ) موجودون في المنازل منذ مدة فيها.
ووصف عامر الوضع في منطقة سلوان وباب المغاربة بالصعب والحساس جداً، خاصة وأن هذه الجهات الاستيطانية تعمل ليل نهار على بسط نفوذها على هذا الجزء المهم والحيوي من البلدة القديمة لقربه من باب المغاربة وحائط البراق.
وشدد المحامي الفلسطيني على أن سلطات الاحتلال أغلقت تلك المنطقة وخصصتها للمستوطنين فقط حتى باب المسجد الأقصى المبارك هناك مفاتيحه موجودة مع الشرطة الإسرائيلية، وتتحكم في دخول المسلمين وفي معظم الأوقات تغلق هذا الباب وتمنع المسلمين من دخول المسجد منه.
يذكر أن جمعية (العاد) الاستيطانية تأسست عام 1986 وتهدف إلى توسيع الاستيطان اليهودي في القدس المحتلة وضواحيها وتركز نشاطاتها على بلدة سلوان وذلك بالتعاون مع بلدية القدس المحتلة وما يسمى ب(لجنة تطوير البلدة القديمة التي يتزعمها عدد من المستوطنين ولجنة تطوير الحي اليهودي) بدعم من الأحزاب والحركات الدينية اليهودية المتطرفة.
المستوطنون قتلوا المواطن المقدسي حسن العجلوني، وفي اليوم التالي تم إلقاء زوجته وأطفاله إلى الشارع، والاستيلاء على الشقة التي ورثها عن والده.
وقال أحد المواطنين الذين أجبروا على إخلاء منازلهم، ويدعى راشد العجلوني: لقد فوجئنا بأفواج كبيرة من المستوطنين والشرطة يقتحمون المنزل، ويخرجون الأثاث والأطفال إلى الشارع، وقاموا باقتحام المنزل في الطابق الأرضي والطابق الثاني، ورفعوا الأعلام اليهودية على سطح المنزل بصورة سريعة وخاطفة دون أن نعلم السبب.
وأوضح العجلوني أن عمه صاحب المنزل حسن محمد جبر العجلوني (56) عاماً تعرض قبل 12 يوماً لحادث قتل غامض على مشارف مدينة أريحا، حيث وجد مقتولاً ومفصولة قدمه اليمنى عن جسده.
وأكد العجلوني أن الشرطة الإسرائيلية غطت على عملية قتل عمه، الذي طالما رفض بيع بيته للمستوطنين.
وأشار العجلوني إلى أن تقرير الطبيب الشرعي الذي شخص الوفاة ل عمه لم يحدد نوع الحادث الذي تسبب في وفاته وتركه غامضاً.
مؤكدا أنه عقب تسلم الجثة وانتهاء العزاء مباشرة فجر الأحد تم إلقاء زوجته وأطفاله إلى الشارع والاستيلاء على الشقة التي ورثها عن والده الذي ما يزال حياً ولم يتنازل عنها، وهو مريض ولا يقوى على الخروج من المنزل.
وقالت جمعية (العاد) الاستيطانية التي وزعت بيانا باللغة العربية على سكان سلوان ووادي حلوة ورأس العامود والصوانة تدعوهم فيه إلى ترك منازلهم والرحيل من ما يسمى ب( أرض إسرائيل) إنها حصلت على المنازل بواسطة سماسرة ووسطاء يهود وعرب يعملون معها في المشروع السياحي والتجاري لتطوير البلدة القديمة، مشيرة إلى أنها ستواصل تعزيز الاستيطان اليهودي في كل المدينة المقدسة.
وفي هذا السياق، يُستدل من معلومات إحصائية صادرة عن مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية على أن بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس هدمت خلال الأعوام الثلاثة الماضية أكثر من (350 منزلاً) تعود لمواطنين فلسطينيين مقدسيين بحجة عدم الترخيص.
وقال المركز في بيان وصلت الجزيرة نسخة منه: إن بلدية الاحتلال في القدس الغربية صعدت في السنوات الثلاث الماضية من سياسة هدم المنازل، وضاعفت من إجراءات فرض مخالفات البناء على المواطنين المقدسيين، خلال الفترة ذاتها.
وأشار بيان المركز إلى أن مصادر في بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس تقدر عدد الأبنية التي شيدها المقدسيون خلال السنوات الخمس الماضية بأكثر من (ستة آلاف منزل)، تدّعي البلدية أنها شيدت دون ترخيص، ولذلك لا بد من هدمها.
|