في مثل هذا اليوم من عام 1988 ارتطمت سفينتان حربيتان روسيتان بأخريين أمريكيتين في مياه البحر الأسود.لتصبح هذه الواقعة دليلاً على أنه بالرغم من اقتراب الحرب الباردة من نهايتها في ذلك الوقت، إلا أن التوترات القديمة والعداءات بين البلدين ظلت كما هي.
كان مسرح أحداث هذه الواقعة عند شبه جزيرة كريمين بالبحر الأسود، حيث كانت المدمرة الأمريكية كارون والسفينة الحربية يوركتاون في مهمة عسكرية في المنطقة التي تبعد 12 ميلاً عن حدود المياه الإقليمية السوفييتية، والتي يطالب الاتحاد السوفييتي بضمها إلى مياهه الإقليمية. فاقتربت كل من البارجة والمدمرة السوفيتيتين منهما وطالبتهما بالرحيل عن هذه المياه، بل وأجبرتاهما على الرحيل بالفعل عن طريق دفعهما بجسم السفينتين. ولم يحدث تبادل لإطلاق النار بين السفن الأربعة حيث استجابت السفينتان الأمريكيتان ورحلتا فوراً عن الموقع.
بينما أعلن الجانب الأمريكي عن عدم وقوع أضرار بالغة أو إصابات بشرية لديه. وقد اعتبرت هذه الواقعة من عدة أوجه عملاً استفزازياً من جانب الولايات المتحدة، لم يكن عليها القيام به. كما أن توقيت العملية إلى جانب استخدام المدمرة كارون المعروفة بتبعيتها لجهاز الاستخبارات الأمريكي جعل الأمر برمته يبدو كحماقة أمريكية كبيرة. ولكن هذا لا ينفي أن السوفييت قد بالغوا هم الآخرون في رد فعلهم لأن السفن الأمريكية كانت معتادة على العبور من هذه المياه دون أية مشاكل. وربما أرادت القيادة العسكرية السوفييتية أن ترسل رسالة محددة للأمريكيين بأن روسيا ما زالت قوة عسكرية عظمى، بالرغم من كل ما كانت تمر به من أزمات اقتصادية وسياسية حادة آنذاك.
|