ان توحيد المملكة العربية السعودية نقطة تحول في تاريخ المملكة العربية السعودية وتعتبر نموذجاً للوحدة العربية والإسلامية لأنها اعتمدت في هذه الوحدة على عنصرين اساسيين (كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم). والملك عبدالعزيز طيب الله ثراه رسخ هذه الوحدة ووضع لها الخطوط العريضة والأسس التي تستشرف المستقبل بثبات مما جعل الولاء لولاة الامر يمشي في دماء الشعب كافة بدون استثناء وهذه مدعاة للفخر والاعتزاز يحق لنا ابناء هذه الوطن ان نتباهى به بين الأمم لأنه سر نهضتنا وتقدمنا وتماسك وحدتنا الوطنية التي نبذت منذ زمن بعيد كل الاسباب التي تؤدي الى الفرقة والتشتت. ولكي نحافظ على استمرار هذه الوحدة لابد من استشعار حجم المسؤولية المطلوبة من كل فرد من مواطني هذا البلد التي تخدم هذه الوحدة وفق منظومة متكاملة تعي جميع مجالات الحياة التي يتعامل معها المواطن. فالأسرة والمدرسة لهما نصيب في ذلك لأنهما عنصران يكملان بعضهما البعض فكلما تم التفاعل بينهما قطفنا ثمرة ذلك وحققنا مقولة وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة. أيضاً للعلماء المعتبرين احترامهم والاصغاء إليهم فيما يطرحون باعتبارهم هم المخولون في معرفة الأحكام الشرعية واستنباطها وتأصيلها في حياتنا المعاصرة والذين ينطلقون دائماً من القاعدة الشرعية درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ومن اهم اسباب استمرار الوحدة الوطنية كذلك مكتسبات الوطن السياسية والاجتماعية والتربوية والثقافية والتنموية التي يجب ان تكون حاضرة معنا في حياتنا كلها لأن إهمال واحد منها يعتبر تنكراً وعقوقاً لوحدتنا الوطنية، الإشاعات وما أدراك ما الإشاعات وهي من أشد الأشياء فتكاً بوحدة الأمة وخصوصا في هذا الوقت الوسائل التي تخدمها في تحقيق اهدافها متاحة ويأتي في مقدمتها الوسائل الإعلامية مثل الإنترنت والفضائيات وخلافهما أيضاً البيئة والمحافظة على ثرواتها والتي تتوعدنا يوما بعد يوم بضرورة رفع ما تتعرض إليه من ظلم والمتمثل في الزحف العمراني عليها والاسراف في المياه والقضاء على حيواناتها ونباتاتها كل هذه الأمور إذا لم يتم التعامل معها بسلوك حضاري قد نفقد وحدتنا الوطنية، الوقت الذي يمضي كالسيف وهو محسوب في حياتنا الدنيوية والدينية والذي لم نستثمره بالشكل المطلوب سواء في حياتنا الخاصة والعامة واعتقد ان الوقت هو العنصر الوحيد الذي يدخل في منظومة الحياة كلها فمتى ما استثمر بجدية وإخلاص سعدت الأمة وتماسكت، الأداء الوظيفي والذي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال ترجمة ولاء القسم الذي تتجسد فيه اخلاقيات المهنة الوظيفية وما رددناه في مناسبات التخرج يعتبر عنصراً مهماً في بناء وتماسك وحدتنا الوطنية، حرية الحوار واحترام آراء الآخرين والبعد عن التجريح مطلب أساسي لترسيخ وحدتنا الوطنية وأخيراً رجال الأمن بجميع القطاعات العسكرية الذين أفنوا حياتهم لخدمة الوطن وأبنائه ما هو المطلوب منا تجاههم التعاون معهم وتقدير ما يقدمون من تضحيات في سبيل خدمة هذا الوطن من خلال التفاعل الروحي والوجداني معهم.
سائلاً المولى سبحانه وتعالى أن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار وأن يوفق ولاة أمورنا لما يحبه ويرضاه انه سميع مجيب.
|