بين لحظة وأخرى تتحول أفراح العيد إلى مآس وأحزان والضحكات المتعالية إلى صراخ وبكاء، كل ذلك بسبب الألعاب النارية، تلك القنابل الموقوتة التي تهدد فرحتنا بالعيد وتهدد عيون أطفالنا ومنازلنا، تلك هي (الطراطيع) قال تعالى: {وّلا تٍلًقٍوا بٌأّّيًدٌيكٍمً إلّى التّهًلٍكّةٌ} الآية. وقال صلى الله عليه وسلم (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته) الحديث.
إنهم فلذات أكبادنا، يحملون في أيديهم وجيوبهم وحقائبهم وتحت ابطهم شبح الموت والخطر الحقيقي.
نعم إنها (الطراطيع) ورغم قرار وزارة الداخلية الحكيم بمنعها إلاّ أننا ودون أي جهد، وأينما نذهب في الأسواق نجدها معروضة أمامنا بأشكالها المختلفة ويقف الصغار (يريدونها وبقوة) وبإصرار وبكاء لينالوا ما يريدون.. دون ادراك منهم بالعواقب التي قد تحصل.. فالارصفة ممتلئة بها والبائعون غالبيتهم من النساء ولا يهابون أحداً في بيعها، ولا يخفونها بل على العكس يبيعونها علناً رغم التحذيرات ولا يخافون أحداً، بل يشرحون للأطفال الصغار كيفية استخدامها ونبذة مختصرة وبأسلوب محبب عن أشكالها وألوانها مما يزيد شغفهم بشرائها واقتنائها.
وأصبح الشباب يتفاخرون بإطلاقها وخاصة في الاعياد والمناسبات وأيام الخميس والجمعة في المتنزهات وخاصة (الثمامة) مسرح العمليات الرئيسي للألعاب النارية والتفحيط والرقص وصرعات قص الشعر وموضة الملابس والبوندات والأغاني والاصوات النشاز.
ولا أدري يا سيدي هل قرار وزارة الداخلية طبق بحزم في هذا الموضوع!؟ فإن كان كذلك فأين الرقابة ونحن الآن على أبواب عيد الأضحى المبارك؟ وأين تعاون رجال الأمن ورجال الدفاع المدني في هذا المجال؟
فإنني ورحمة بأطفالنا وأبنائنا.. أناشدكم يا صاحب السمو ويا حبيب كل الاطفال أن تكون السبب بعد الله عز وجل في حمايتهم من بطش هذه (الطراطيع) وأن يمر عيدهم بأمن وسعادة وسلام دون بكاء وصراخ وبؤس وأحزان.. فالاسواق ملأى بأكثر من (40) صنفاً من هذه الألعاب المؤذية التي يبدأ سعرها من (3) ريالات وحتى (200) ريال حسب خصائصها ومميزاتها.. وأكثر البائعين والبائعات يحصلون عليها من تجار كبار. أما أسماؤها فتشمل (النحلة، التوم، الفحم، أبوعصفور، بقس كبيرة، بقس صغيرة، حين، نافورة ألوان، نافورة فش، صواريخ أمريكية، كاتم صوت، أبو خمس طلقات، أبو ثمان، أبو ثمانين، صحن دوار، قاعدة، فراشة، طيارة، صرصار، نافورة، برشوت، بطارية، مدفع، نجوم الليل، ودع أهلك، أنا وأنت في حديقة، صرخة الفن، انس انك تعود، أنا وانت حبايب، القنبلة). وأكثرها ذات ألوان مميزة وحركات بهلوانية.
وهذه جميعها لديها من الأخطار الجسيمة ما يدعو لمنعها منعاً باتاً داخل الأحياء والمدن وحتى في (البر).
فهذه التجارة القاتلة منتشرة في كل مكان وبكثرة ولافتة للنظر وخاصة في الأعياد. وهي ذات مخاطر كثيرة جداً وجسيمة وتتمثل خطورتها في عيون الاطفال، والوجه وتساعد على اشتعال النار. اذا ارتطمت بمواد سريعة الاشتعال مثل البترول أو الورق والحشائش والأعشاب اليابسة، كذلك فهي تسبب الإزعاج والخوف للاشخاص سواء كانوا داخل المنزل أو خارجه.
وهذه القنابل الموقوتة (الصواريخ العابرة للحارات والمنازل) لا تكتفي بانتاج اللهب بل تنتج ضوءاً ناتجاً عن مواد فوسفورية لها مخاطر سريعة وقوية قد تؤدي إلى فقدان بصر أطفالنا وهي عبارة عن مواد كيميائية من النوع النشيط جداً، تنتج عنها غازات سامة يكون لها أثرها على الجهاز التنفسي على المدى البعيد وقد تؤدي إلى الاختناق في بعض الحالات وتلوث البيئة في بعض الأحيان الأخرى. كذلك قد تؤدي إلى حرق الجفن أو إلى دخول أجسام غريبة في العين، أو حدوث تجمع دموي أو انفصال في شبكية العين.
إنني أدعو الآباء والمربين إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر فالعيد يدق أبوابنا جميعاً فلماذا نحوله إلى دموع وأحزان بشرائنا هذه الألعاب التي نقدمها لأعز ما نملك (فلذات أكبادنا) رغم علمنا الأكيد أن بعض الأبناء والاطفال يشترونها بمفردهم بعيداً عن أعين الرقيب لأنها منتشرة في كل مكان؟
وبعد: متى نشعر بهذه المأساة الحقيقية؟ عندما نذرف الدموع سخية بإصابة أحد أطفالنا في أيام الفرح اصابة مؤقتة أو دائمة، أو بحرق منزل أو سيارة؟
ما ذنب أطفالنا الابرياء هؤلاء البراعم الواعدة في أن تغتال هذه (الألعاب البلهاء) فرحتهم وابتسامتهم؟ لماذا يتم تسويقها وبيعها علناً وفي الخفاء دون رادع نفسي أو وازعٍ ديني قوي، ودون خوف من أي رقيب أو عقوبة؟
لابد من بذل المزيد من الجهود ومن جميع الجهات فكيف يمكن القضاء على المرض إذا لم نقض على مسبباته؟
وقفة: تلكم هي الألعاب النارية بجميع أشكالها ومسمياتها وأهدافها وأخطارها فهي لا تمثل خطراً على الاطفال فحسب بل أصبحت خطراً على الممتلكات أيضاً وعلى الأموال.
لذلك أناشد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وحبيب الاطفال، وزهرة الرياض وبانيها، وصاحب الأيادي البيضاء، أن يضع حداً لهذه (الآهات) التي تسببها تلك الألعاب.
كما أطالب الجهات الأمنية والبلديات وقبلها الجمارك بالتصدي لهذه الألعاب التي تباع جملة ومفرقاً.
لحظة دفء: إذا كنت تعشق الإخلاص فعشه مع ذاتك أولاً، وكل عام وأنتم بخير.
للتواصل: فاكس 012317743 |