استمر إهدار الدماء طوال 24 ساعة دون توقف في مذبحتين بالعراق ليقارب عدد القتلى المئة في موجة جديدة من الجنون الانتحاري يموت العراقيون برصاص العراقيين.
وفي الساحة العراقية المضطربة أجواء ملائمة لتصفية الحسابات ليس بين العراقيين فقط، ولكن بينهم وبين الآخرين.. وتتحدث التقارير عن تسلُّل إسرائيلي بحجم كبير إلى أرض العراق، وهؤلاء يستهدفون كل ما تقع عليه أيديهم من ثروات تحت أقنعة تجارية، وتمتد أنشطتهم إلى تصفية شخصيات معيَّنة عُرفت بدأبها في كشف مخططات إسرائيل، وتطول اغتيالات فرق الموساد أبناء العراق المتميزين من صفوة العلماء.
ومع ذلك فإن قتال العراقيين فيما بينهم هو الشيء المؤلم والذي يحز في النفس، ومن المهم التقليل من حجم هذه الفوضى لكي تستبين الصورة المشوَّشة.
ولو استطاع العراقيون السيطرة على الانفلاب بينهم فإنهم سيسهمون في تحديد الآخرين الذين استباحوا أرضهم ووطنهم.
ويبقى من المهم في كل الأحوال أن يتم عمل ملموس باتجاه نقل السلطة إلى العراقيين وبالسرعة اللازمة التي لا تخل بالخطوات والإجراءات المطلوبة بمثل هذا الانتقال، كما ينبغي أن يتفق العراقيون على أن الوضع الأمثل أو النظام المرغوب فيه قد لا يتحقَّق بالصورة المطلوبة في بلد لم تتح له فرصة التعافي من جراح الماضي القريب وحتى الحاضر الراهن، ولذلك فإن صيغة مؤقتة للتوافق تقود للتهدئة تبقى مسألة ضرورية لكي يتولَّى العراقيون أمورهم بأنفسهم ولوضع حدٍ للاحتلال بكل مظاهره وكشف أولئك المتسلِّلين الذين تهيئ لهم ظروف الاحتلال أفضل الفرص لضرب العراق وأبنائه.
|