* ساو باولو- رويترز:
تواجه حديقة حيوانات ساو باولو في البرازيل حوادث قتل غامضة على غرار ما يحدث في الروايات البوليسية للكاتبة البريطانية أجاثا كريستي. ومنذ أواخر يناير - كانون الثاني فقدت الحديقة 10 حيوانات منها فيل قتل بالسم وصفت الشرطة قاتله بأنه (سفاح حيوانات). وأظهرت النتائج المعملية التي أجريت حتى الآن أن المادة التي قتلت الحيوانات هي مبيد الفئران المحظور اسيتات فلورين الصوديوم. وطبقا لجامعة ساو باولو التي أجرت فحوصات تشريحية لجثث الحيوانات فإن السم أوقف تنفسها وأدى إلى توقف القلب.ومما زاد من صعوبة مهمة المحققين عدم عثورهم على تلك المادة في أطعمة الحيوانات والمياه التي تشربها.
وكانت أول ضحية الشمبانزي توني، ثم تبعها قردان وفيل وثلاثة جمال وثلاثة من حيوان ليلي استوائي يعرف بالتابير، وقالت فاطيما فالنت روبرتي المتخصصة في علم الاحياء بالحديقة حزنا للغاية لهذه الأحداث، كثير من العاملين في الحديقة هنا منذ أعوام طويلة ويقضون أوقاتا مع الحيوانات أطول مما يقضون مع عائلاتهم.
وأضافت قائلة: لا يمكننا أن نتكهن بما يمكن أن يدفع شخصا إلى ارتكاب مثل هذا العدوان، ومادة اسيتات الفلورين لا لون لها ولا رائحة وهي قوية للغاية، ويكفي جرام واحد منها لقتل فيل. ويمكن تصنيعها بسهولة إلا أنها متاحة تجاريا في الولايات المتحدة واستراليا فقط، وراقبت الشرطة عن كثب عمال وزائري الحديقة ولم يتوصلوا لشيء سوى أن القاتل لديه معرفة جيدة بالكيمياء والأحياء ويعرف روتين الحديقة اليومي جيدا.
ولم تستبعد الشرطة أي احتمال مثل زائرين يزورون الحديقة في أوقات غير معتادة، وفتحت الحديقة مؤخراً أبوابها ليلا ليراقب زائروها العادات الليلية للحيوانات.
وعززت الإدارة من إجراءاتها الأمنية مثل زيارات كل ساعة إلى كل حيوانات الحديقة البالغ عددها 3200 حيوان.
وقال باولو ماجالهيز بريزان المدير التنفيذي للحديقة: إن هذه أول مرة تموت فيها حيوانات بالسم في الحديقة التي يعود تاريخها لستة وأربعين عاما.
وأضاف بريزان قائلا: لم نكن مستعدين لمثل هذا الفعل، تدرب أفراد الأمن جيدا على التعامل مع الزائرين وحتى حالات هروب محتملة للحيوانات لكن لم نتوقع أبدا أن يحدث مثل هذا الشيء.
|