حذّر من التساهل به وقاية وعلاجاً
د. الربيعة لـ( الجزيرة ): تزايد إصابة الأطفال في المملكة بمرض الكساح

* الرياض - عمر اللحيان:
حذّر الدكتور عبد الكريم بن عبد الله الربيعة اخصائي طب الأطفال بمستشفى الملك خالد الجامعي من التساهل في اتباع الإجراءات الوقائية والعلاجية لمرض الكساح لدى الأطفال، مشيرا إلى أن مرض الكساح بدأ يزداد في السنوات الأخيرة لدى الأطفال في المملكة على الرغم من أنها دولة غنية ومشمسة.
وقال الدكتور الربيعة في حديث ل(الجزيرة): إن عوز الفيتامين (D) الكساح يعود إلى عدة أسباب أهمها الحرمان من الأشعة الشمسية وكذلك نتيجة ارضاع الطفل بلبن البقر العادي أو الألبان التجارية لأن الحموض الدسمة التي تنطلق بكميات كبيرة أثناء عمليات الهضم تشكل باتحادها مع الكلس صوابين كلسية غير ذوابة لا تمتص من الغشاء المخاطي المعوي، بينما تساعد حموضة الوسط المعوي على امتصاص الكلس.
وأوضح أن الكساح يتعرض له الأطفال الذين يعيشون في أماكن مظلمة وفي المدن أكثر من أطفال الريف وفي البلاد الباردة أكثر من الحارة وذلك لأن طبقات الغيوم والغبار وكذلك الزجاج تحول دون نفوذ الأشعة فوق البنفسجية ووصولها إلى الطفل. ويصيب الكساح كل الأطفال من مختلف العروق ويكون أطفال العرق الأسود أشد استعداداً للإصابة عندما يعيشون في الأماكن المعتدلة الباردة، لأن صباغ الجلد يحول دون وصول الأشعة البنفسجية إلى طبقات الجلد، كما أن الطفل الخديج أكثر تأثراً بالإصابة لأن مدخراته من الأملاح الكلسية ضعيفة تنفد بسرعة، إضافة إلى أن نمو الخديج أسرع من نمو الطفل المولود في تمام الحمل.
وأكد د. الربيعة أن الكساح يندر أن يظهر منذ الولادة وإنما تظهر أعراضه في الفترة الواقعة بين الشهر الرابع ونهاية السنة الثانية ويظهر الكساح في الأجسام الآخذة في النمو، بينما لا يشاهد في الأطفال الضعفاء المصابين بسوء التغذية طالما أن نموهم متوقف وتظهر الأعراض عندما تستأنف أجسامهم نموها إذا لم تتخذ الاحتياطات اللازمة الوقائية.
وعن أعراض الكساح قال د. الربيعة إن هناك مجموعة من الأعراض السريرية تظهر على الطفل المصاب ففي العظام يتجلى الكساح في الجمجمة بظهور من (القلين العظمي) ويتأخر تعظم البوافيخ وظهور الأسنان كما يمكن أن يتشوه شكل الجمجمة (الجبهة الأولمبية) أو يصبح شكل الرأس زورقياً. وفي الصدر تظهر السبحة الضلعية وتتسع قاعدة الصدر.
وفي الأطراف يؤدي إلى زيادة عرض النهايات العظمية وإذا كان الطفل قد بدأ بالوقوف أو المشي تظهر تقوسات الأطراف السفلية. في العمود الفقري يشاهد تحدب أو جنف والحدبة الكساحية حدبة كبيرة تزول باضطجاع المريض وتتضح بالجلوس (كما في الشكل). كذلك يلاحظ نقص في قوة العضلات ورخاوة في الأربطة، ولذلك تظهر الحدبة الظهرية وتكون حركة المفاصل واسعة ويتأخر المشي. ويترافق الكساح في معظم الأحوال بفقر دم ناقص الصباغ نتيجة عوز الحديد والفيتامين (C) وكذلك نزلات قصبية رئوية مكررة. واستطرد الدكتور عبد الكريم موضحا أن الكساح يرتبط بالنمو حيث تظهر العلامات في المناطق الأشد نمواً، حيث تكون محصورة في الجمجمة حتى الشهر الخامس وتظهر في الصدر والعمود الفقري والأطراف العلوية في الشهر الثاني عشر والأطراف السفلية بعد ذلك.
وعن العلاج قال: إن الإرضاع الطبيعي يعد واقياً من الآفة، كما أن الألبان التجارية المحمضة والألبان البديلة عن حليب الأم أقل أثراً في حدوث الكساح، مشيراً إلى أن المعالجة على نوعين وقائية وعلاجية.
الوقائية: يمكن أن يتجنب الكساح ببعض الاحتياطات البسيطة، فمن حيث الغذاء يجب التنويع بإضافة أصناف جديدة باكراً ما أمكن، إذ لا يجوز قصر التغذية على اللبن لما بعد الشهر السادس حتى ولو كان هذا اللبن لبن المرأة، كما لا يجوز الإفراط في إعطاء النشويات، بل لابد من البدء بالإضافات الغذائية كعصير الحمضيات والفواكه والبيض والخضار مثل الشهر السادس وتتم الوقاية بتعريض الطفل للهواء الطلق والأشعة الشمسية مدداً كافية وهي تقريبا 15 دقيقة 3 مرات في الأسبوع وبإعطاء الجرعة النظامية من الفيتامين (D) وهي (400) وحدة دولية تقريباً.
العلاجية: يعطى الفيتامين (D) بمقدار 1500 - 5000 وحدة يومياً ولمدة 4 أسابيع أو جرعة واحدة مكثفة مقدارها (600.000 وحدة) عن طريق الحقن العضلي وهذا المقدار كاف على الغالب لشفاء الحالات الكساحية النموذجية ونادرا ما يحوج الأمر لحقنة أخرى على ألا تجرى هذه الحقنة قبل مرور 2-3 أشهر على الأقل على الحقنة الأولى خوفا من حدوث انسمام فيتاميني.