أكتب هذه المقالة في مكان لا يتوفر فيه بحوزتي أي قاموس، عليه فالنزوة (في قاموسي..!) الفصيح هي أي إقدام فجائي أرعن وأهوج على التصرف قولاً أو فعلاً بما تبعاته وبيلة، وعلى ذلك فالنزوة نزغة.. انها بالأحرى نزغة شيطانية من حيث إنها مطية الظلم ونتاج الحماقة. أما في القاموس العامي فأقرب توصيف للنزوة هو (التصنيفة.. من صنفت أو امسكت معه.. دقت في رأسه..!!) وهذه التعاريف بفصيحها وعاميها تشير في مجملها إلى كل قرار عشوائي غير سليم يتم اتخاذه بطريقة غير سليمة.. سواء أكان ذلك على وجه العموم أو لأغراض شخصية ضيقة.
وتتعدد كما تتباين أسباب النزوات، فقد تكون نتاجاً لنوبة غضب عارمة.. أو جراء وشاية أو نميمة ظالمة، وقد تكون أيضاً مجرد (تصنيفة) وقتية آنية. ويدخل ضمن هذا النطاق كل قرار يتم الأخذ به بسرعة متهورة من شأنها أن تفقده كافة مقومات التفكير الثاقب والتخطيط الهادف والتحليل السليم للمخرجات كما للمدخلات وعلى المدى القصير كما على المدى الطويل. ومثل أسبابها تتعدد أيضاً أنواع النزوات حسب تعدد مناحي ومجالات الحياة لذا فهي تتوزع تقريباً حسب خريطة الإنسان الغرائزية بما فيها من حب أو كراهية أو عجلة أو تهور أو حسد وخلاف ذلك. وكما أن هناك نزوات فردية فهناك أيضا نزوات جماعية . فكما أن هناك نزوات مشاعرية - عاطفية على مستوى الفرد فهناك نزوات على مستوى الأمم والدول. فمن النزوات ما هو اقتصادي ومنها ما هو تعليمي ومنها ما هو سياسي- عسكري وخير ما يمثل الصنف الأخير من هذه النزوات.. نزوات الآبق صدام حسين بغزواته التي شنها ظلماً وعدواناً على جيرانه وأشقائه من شعوب دول الخليج العربي على وجه الخصوص.
في الختام ما هو صمام الأمان ضد شرور وآفات النزوات بنوعيها الفردي والجماعي على حد سواء..؟!.. ذلكم هو الاستعاذة من الشيطان الرجيم {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} الآية.
|