عمليتان انتحاريتان في يومين متتابعين في جنوب ووسط بغداد تُسقطان أكثر من مئة قتيل جميعهم من العراقيين الذين يبحثون عن عمل، العملية الانتحارية الأولى التي وقعت في مدينة الاسكندرية جنوب بغداد أمام مركز تجنيد لأفراد الشرطة العراقية أسقطت خمسة وخمسين قتيلاً، وأمس الأربعاء وعند مطار المثنى وسط بغداد، وعندما كان الساعون للتجنيد في الجيش العراقي يوجدون عند بوابة المطار الذي كان يستعمل في السابق للطيران الرسمي والحربي، توقفت سيارة كانت تسير على مهل، وبعد ثوانٍ انفجرت السيارة المفخخة لتسقط سبعة وأربعين شخصاً، قتلوا بعد أن كانوا يسعون للحصول على عمل ويفقدون أرواحهم، وتفقد عوائلهم معيليها الذين يبحثون عن مصدر رزق فيتلقفهم الموت.
والسؤال من الذي ينفذ مثل هذه العمليات الانتحارية التي تستهدف العراقيين دون سواهم، وهل المقصود إرهاب العراقيين وتخويفهم من الانضمام إلى قوات الشرطة والدفاع المدني والجيش العراقي الجديد، ولذلك تم تنفيذ العمليتين أمام مركزي التجنيد في الاسكندرية ومطار المثنى؟؟ وإذا كان هذا الاستنتاج صحيحاً فهل يمكن تحميل المقاومة العراقية مثل هذا العمل الذي يعتبر وبكل المقاييس عملا إرهابياً مرفوضاً.
أولاً- لجهة استهدافه العراقيين دون سواهم.
ثانيا- لأن هؤلاء المستهدفين الأبرياء يسعون للحصول على فرصة عمل لإعالة أسرهم في ظل تفشي البطالة والحاجة الماسة لأي عمل ينقذ آلاف الأسر العراقية من حالتي العوز والفقر اللتين أصبحتا متفشيتين في العراق.
ولهذا، فان مثل هذه العمليات الإرهابية لابد وأن تواجه بحالة من الرفض بين صفوف العراقيين الذين يرون أن عمليات المقاومة إن صحت مسؤوليتها عن مثل هذه الأعمال أصبحت تحصد العراقيين الذين أخذوا يتساقطون بالعشرات.
|