* لندن - رويترز:
أثارت رسالة قدمتها القوات الأمريكية هذا الأسبوع كدليل على نشاط تنظيم القاعدة في العراق اهتماما بكاتبها.
وقالت سلطات الاحتلال بقيادة الولايات المتحدة انها صادرت قرص كمبيوتر يحتوي على الرسالة التي يزعم ان أبو مصعب الزرقاوي وهو أردني أعلن فيها المسؤولية عن 25 هجوما في العراق وأنها تشمل خططا لإشعال حرب بين الأقلية من السنّة الذين كانوا يسيطرون على الحكم في العراق والأغلبية من الشيعة الذين قمعهم نظام الحكم طويلا.
وظهر الزرقاوي (37 عاما) على الساحة في الآونة الأخيرة. وعلى خلاف قادة آخرين ينتمون إلى القاعدة أدينوا في هجمات سابقة على هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001، فاسم الزرقاوي ليس مدرجا على قائمة مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي أكثر 22 شخصا مطلوب اعتقالهم.
أعلنت واشنطن أول مرة في أكتوبر تشرين الأول الماضي عن مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لاعتقاله. لكن إذا كان تنظيم القاعدة كما يدفع الخبراء منظمة هرمية تشمل أفرعا متداخلة اكثر منه مجرد جماعة فضفاضة من أفراد مستقلين فإن الزرقاوي آنئذ يوصف بأنه رئيس واحدة من اكثر أفرع القاعدة نشاطا في أوروبا والشرق الأوسط. والزرقاوي اكبر شخصية من شخصيات القاعدة تربط أجهزة المخابرات الغربية بينها وبين العراق.
وقبل حرب العراق في العام الماضي كان الزرقاوي محور دفع وزير الخارجية الأمريكي كولن باول ان القاعدة تطور وجودا في العراق.
وقال باول: ان الزرقاوي الذي فقد ساقا في أفغانستان تلقى العلاج في بغداد. وتأسس تنظيم القاعدة في التسعينات عندما دمج أسامة بن لادن شبكته مع تلك التابعة أيمن الظواهري وأعلن الحرب على (اليهود والصليبيين) في أنحاء العالم.
وقاد الزرقاوي مجموعة من الأردنيين المعارضين لنظام الحكم المعتدل في الأردن ونقلهم إلى معسكرات القاعدة في أفغانستان. ويعتقد ان الزرقاوي أقام في العراق مع ميليشيا جماعة أنصار الإسلام الإسلامية الكردية في 2002 بعد ان فر من أفغانستان عبر إيران في أعقاب الهجمات الأمريكية في أواخر 2001.
وفي العام الماضي اصدر الأردن حكما غيابيا بإعدام الزرقاوي بتهمة التآمر لشن هجمات ضد غربيين في الأردن ويقول ان أنصاره قتلوا الدبلوماسي الأمريكي لورانس فولي في أكتوبر تشرين الأول 2002. واتهمت دول غربية إيران بالسماح له بالعمل من أراضيها وهي تهمة تنفيها طهران.
وقال مسؤول مخابرات أوروبي كبير لرويترز انه يعتقد ان الزرقاوي يتخذ من الحدود الإيرانية العراقية مقرا وربما يتنقل ذهابا وإيابا عبر الحدود. وربط أيضا بين الزرقاوي ومؤامرات في أوروبا. وتجري محاكمة العديد من أنصاره في ألمانيا بتهمة التخطيط لشن هجمات ضد أهداف يهودية هناك.
وقال باول ان الزرقاوي استخدم قواعد جماعة أنصار الإسلام للتآمر من أجل شن هجمات كيماوية على أوروبا الغربية.
وقال مسؤول المخابرات الأوروبي لرويترز انه (من المقبول جدا) ان الزرقاوي هو فعلا كاتب الرسالة المكتوبة بالعربية الفصحى والتي تشمل عبارات كالتي يرددها ابن لادن. ومن شأن ذلك ان يقيم حلقة ربط بين العراق وزعماء القاعدة المعروفين في دائرة ابن لادن وما يصفه المسؤولون بالجيلين الثاني والثالث من المتشددين الذين يستلهمون أفكارهم من ابن لادن (حتى لو لم يسبق ان صافحوه مطلقا).
والرسالة ان كانت حقيقية لا توضح تحديدا حجم الدور الذي لعبه المتشددون الأجانب في الهجمات في العراق. لكن ما ورد فيها من خطة لإشعال نيران حرب طائفية توضح التهديد الذي قد يمثله وجود راسخ للقاعدة على المدى الطويل.
وإذا كان الزرقاوي مسؤولا عن هجمات في العراق فان ذلك سيوضح كيف حصلت المقاومة على تكتيكات القاعدة. لكن الخبراء يقولون ان المقاومين لديهم مصادر كثيرة يستوحون منها ومصادر كثيرة للتمويل والسلاح والدعم بما لا يجعل وصف الدور الذي لعبه أجانب مثل الزرقاوي على وجه الدقة أمرا سهلا.
وقال جوش ماندل خبير شؤون الشرق الأوسط في هيئة كونترول ريسك جروب الاستشارية الأمنية (ما نقله المتشددون الإسلاميون.. هو المعرفة التقنية الخاصة بالسيارات الملغومة الانتحارية.. هذا أسلوبهم).
|