* بغداد - رويترز:
فجر انتحاري سيارة ملغومة عند مركز تجنيد للجيش العراقي في وسط بغداد أمس الاربعاء ليقتل 44 فردا، ويرفع حصيلة هجومين ضد من يتعاون من العراقيين مع قوات الاحتلال خلال أقل من 24 ساعة إلى زهاء 100 قتيل.
وقال الكولونيل الأمريكي رالف بيكر في مكان الانفجار: (كان هجوما انتحاريا نفذه رجل بمفرده).
وأضاف أن أغلب الضحايا مجندون عراقيون جدد. ومضى يقول: إن الهجوم (استهدف بشكل محدد العراقيين) موضحا أن السيارة كانت محملة بما يتراوح بين 300 و500 رطل من متفجرات بلاستيكية ممزوجة بقذائف مدفعية لرفع (أثرها القاتل) إلى أقصى حد.
وكان زهاء 50 قتلوا أمس الأول في هجوم مماثل استهدف عراقيين اصطفوا أمام مركز للشرطة جنوبي بغداد لتقديم طلبات للحصول على فرصة عمل. وتشكيل شرطة وجيش جديدين في العراق عنصر رئيس في خطة واشنطن لإعادة السيادة إلى العراقيين بحلول 30 يونيو/حزيران.
وقال متحدث باسم الجيش الأمريكي: (انفجرت سيارة ملغومة عند منشأة تجنيد للجيش العراقي الجديد في بغداد حوالي الساعة 7:40 صباحا بالتوقيت المحلي (0440 بتوقيت جرينتش) عندما ارتطمت سيارة في منشأة للجيش العراقي الجديد وانفجرت).
وقال غسان سمير وهو أحد أربعة مصابين نقلوا إلى مستشفى اليرموك (كنا نقف في طابور انتظارا لبدء عملنا في الجيش الجديد، ورأينا سيارة بيضاء تمر بجانبنا ثم انفجرت. توفي كثيرون. كان هناك حوالي 400 فرد في الطابور).
وطوقت القوات الأمريكية المنطقة المعروفة باسم (مطار المثنى) وهو منشأة جوية صغيرة لا تستخدم من عقود إلا أن الجيش العراقي الجديد استخدمها في الآونة الأخيرة. وتقع مكاتب جماعة شيعية أصولية قرب المكان.
وقال محمد جاسم الذي أصيب بجروح قطعية في رأسه (كنت أقود سيارة.. وعلى مسافة عشرة أمتار أمامي كانت سيارة تسير ببطء وفجأة انفجرت).
ويجيء هجوما الأمس وأمس الأول على غرار سلسلة تفجيرات تستهدف عراقيين يرى البعض أنهم يتعاونون مع الاحتلال الأمريكي. وقتل أكثر من مئة فرد في الأول من
فبراير شباط في تفجير انتحاري مزدوج بشمال العراق استهدف حزبين كرديين متحالفين مع واشنطن.
واستهدف هجوم أمس الأول بسيارة مغلومة مدنيين اصطفوا بحثا عن فرصة عمل
أمام مركز للشرطة في بلدة الاسكندرية الصغيرة على بعد 40 كيلو مترا جنوبي بغداد. كما أصيب 75 على الأقل ولحقت أضرار مادية فادحة بمركز الشرطة ومبنى محكمة مجاورة.
ويقول مسؤولون عراقيون: إن 300 شرطي قتلوا في هجمات لمقاومين. والقوات العراقية التي تدربها الولايات المتحدة ركن أساسي في خطط الولايات المتحدة لتحميل العراقيين مسؤولية الأمن قبل نقل السيادة.
وقال هيثم عماد وهو جندي عراقي (29 عاما) نجا من هجوم أمس (إذا لم ينضم العراقيون إلى الجيش والشرطة، فهذا يعني أننا نقول للأمريكيين.. ابقوا هنا للأبد).
وكان وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد قال في مؤتمر صحفي بواشنطن بعد هجوم أمس الأول (من المتعذر حماية كل موقع من كل نوع متصور من الهجوم في كل وقت من النهار أو الليل. هذا غير ممكن).
وقال الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة في المؤتمر نفسه: إنه متفائل بشأن الأمن في العراق رغم التفجير.
ومضى يقول: (ما زلنا متفائلين بشأن الوضع على الأرض في العراق). وتابع ان (نجاحا كبيرا) تحقق في توفير الاستقرار والأمن في العراق قبل الثلاثين من يونيو- حزيران وهو الموعد المستهدف لإعادة السيادة الى العراقيين.
وأشار رامسفيلد إلى أن هناك ما بين 150 ألفا و210 آلاف عراقي يعملون في القوات الأمنية وأن كثيرين منهم (تدربوا مؤخرا، وهم جدد على هذه المهام. وهم يتحسنون مع مرور الوقت).
واستطرد (ذلك لا يعني أنه لن يكون هناك أناس يتعرضون للقتل. وأعني بذلك أنكم إذا نظرتم إلى أي مدينة على وجه الأرض فستجدون الجميع ضد جرائم القتل. ومع هذا فإنه في كل مدينة كبيرة على وجه الأرض تقع جرائم قتل كل أسبوع. مئات منها تقع كل عام في كل مدينة).
وأضاف قائلا: (والآن وإذا كان لدينا كل رجال الشرطة أولئك، وإذا كان الجميع ضد جرائم القتل، فلماذا ما زالت تحدث. . الإجابة هي لأن البشر هم البشر).
|