Thursday 12th February,200411459العددالخميس 21 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شارون مريض وحكومته تعد أيامها الأخيرة شارون مريض وحكومته تعد أيامها الأخيرة
عضو في حزب الليكود: جميع أوهام السلام جاءت من أجل التغطية على التحقيقات مع شارون وأبنائه

* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
خضع رئيس الحكومة، أريئيل شارون، مساء (الاثنين) الماضي، للعلاج في مستشفى (تل هشومير الإسرائيلي) بهدف تكسير حصوة تكدست في مسالكه البولية.. وتقرر إخضاع شارون للعلاج بعد أن شعر بوعكة صحية في اليوم ذاته، وقد فحصه طبيب، حيث اكتشف وجود حصى في مسالكه البولية، وبعد مشاورات قصيرة تقرر أن يخضع شارون لعلاج خلال 24 ساعة.
وخلد شارون (76 عامًا) إلى الراحة طوال ساعات النهار في مزرعته الخاصة في النقب، وفي المساء وصل إلى المستشفى لإجراء العلاج الذي سيغادر بعده إلى بيته لقضاء فترة من الراحة قد تستغرق يومين أو اكثر.
وكان شارون قد ألغى يوم أول أمس جميع لقاءاته ومن بينها لقاءان مع وزير المالية، (بنيامين نتنياهو)، ومع وزيرة المعارف (وليمور ليفنات)، حيث كان شارون ينوي إقناعهما بتأييد خطته ل (فك الارتباط) أحادية الجانب مع الفلسطينيين.
حكومته تعد أيامها الأخيرة
وفي سياق متعلق بمستقبل حكومة شارون، تتداول الأوساط السياسية في إسرائيل في هذه الأيام قضية المدة الزمنية المتبقية للحكومة الإسرائيلية برئاسة أريئيل شارون.. وقد نوقشت هذه المسألة في الكنيست بشكل مكثف في الآونة الأخيرة، في أعقاب تصريحات شارون حول نوايا إخلاء مستوطنات في قطاع غزة، الأمر الذي أدى إلى انشقاقات في الائتلاف الحكومي وحتى في حزب (الليكود) الذي يتزعمه شارون.
ونتجت عن حقيقة تداول هذه المسألة، مع تكاثف سحابات التحقيقات مع شارون وأبنائه، تقديرات مختلفة بين أعضاء الكنيست حول مدى قدرة الحكومة على البقاء في الحكم.. وعلى ضوء كل ذلك، فإن غالبية أعضاء الكنيست مقتنعون بحقيقة واحدة تبدو جلية، وهي أنه وعلى الرغم من أن الوقت لم يحن بعد لرثاء حكومة شارون، إلا أن تقديم لائحة اتهام ضد شارون من شأنه أن يؤدي إلى الإطاحة بحكومته.. وبالذات، من حيث الانسحاب من قطاع غزة، فإن التقديرات تقول إن احتمالات بقاء شارون في الحكم أفضل n ربَّما في ائتلاف حكومي آخر.
ويقول أحد أعضاء كتلة حزب (الليكود) وأحد معارضي (خطة الانفصال) التي أطلقها شارون: الحكومة تعد أيامها الأخيرة.. جميع أوهام السلام والهروبات الأحادية الجانب جاءت من أجل التغطية على التحقيقات الجارية مع شارون وأبنائه.. الحكومة ستسقط عندما يستيقظ اليسار الإسرائيلي، عندما يكف عن الثرثرة مع شارون ويهاجمه على خلفية قضايا الفساد.. شارون لن يبقى في الحكم.. شارون لن يقوى على تحمل ضغوط التحقيقات، ولن يسمح له حزبه (الليكود) بتشكيل حكومة بديلة.
وقال عضو كتلة حزب (المفدال) المتطرف، عضو الكنيست (نيسان سلوميانسكي): في حالة إقدام شارون على إخلاء مستوطنات، فإن الائتلاف الحكومي سيتفكك خلال وقت قصير، وعندها فسيكون أحد أمرين: شارون سيشكل حكومة بمشاركة حزب (العمل)، أو أن أعضاء الكنيست الـ14 المعارضين لخطة شارون من حزب (الليكود) ينضمون لحزب (المفدال) و(الاتحاد الوطني) ككتلة مانعة، الأمر الذي سيمنعه من تشكيل ائتلاف حكومي.. وفي حالة تقديم لائحة اتهام ضد شارون، فاحتمالات انضمام حزب (العمل) لحكومة برئاسة شارون تقترب من الصفر.. وبالتالي، فلن يستطيع شارون اتخاذ أي خطوات جدية، وسيبدأ الجميع في التفكير في كيفية التخلص منه.
وقال أحد قادة حزب (شينوي) العلماني: (حكومة شارون متعلقة بالارتياط بحزب (العمل).. يمكنه أن يسقط الحكومة.. وإذا قام بذلك، فسيجبي الجمهور منها ثمنًا باهظاً.. شارون جديّ في نواياه السياسية، ويمكن للتحقيقات أن تسقطه في أي مرحلة من المراحل.
من جانبه، يقول عضو الكنيست، أوفير بينيس من حزب (العمل): شارون سيواصل جذب الوقت حتى شهر تشرين الثاني/نوفمبر من هذه السنة.. وبعد بدء مداولات ميزانية الدولة، فاليمين سيضع في طريق شارون الكثير من العقبات إلى وضع لن يستطيع فيه تمرير الميزانية مما سيؤدي إلى سقوط حكومته.. وفي هذه الحالة، سيعلن شارون إجراء الانتخابات حيث سيكون طرحه إخلاء قطاع غزة.
ويتحدث (بينيس) عن سيناريو آخر وهو تقديم لائحة اتهام ضد شارون في أي مرحله، ومعناه سقوط حكومته.
وعبر د. أحمد الطيبي العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي عن شكوكه إزاء احتمالات تفكيك الائتلاف الحكومي، قائلا: لا أظن أن شارون سيخلي مستوطنات، لكنه سيكثر من الكلام عن الإخلاء، ولذلك فهو لن يسقط لأسباب سياسية.
وأكد الطيبي أن الوزير (افيغدور ليبرمان) من حزب (الاتحاد الوطني اليميني المتطرف )، وكذا الوزير (إيفي إيتام) من (حزب المفدال اليهودي المتطرف)، ملتصقان بمقاعدهما بغراء قوي.
على الرغم من أن شارون غيّر موقفه لكنه لا يتوقع أن يغير الجميع مواقفهم مثله
وتقول المصادر في إسرائيل: يواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون مؤخراً محاولات الإقناع الرامية إلى تليين معارضة الوزراء الكبار في حكومته لخطة فك الارتباط عن الفلسطينيين التي بادر إليها، وذلك لإحباط أي تمرد محتمل في حكومته.
وقال المقربون من شارون: لا شك بأن المشاورات تقلل من شدة المعارضة.. ويشار إلى أن وزراء الحكومة، لا سيما الكبار منهم، لا يتفهمون حقيقة أن رئيس الحكومة لا يشاركهم في خططه قبل نشرها، وخاصة بعد أن أطلق القنبلة السياسية عبر حديث صحفي.
وأوضح المقربون من رئيس الحكومة أنه على الرغم من أن شارون غيّر موقفه، لكنه لا يتوقع أن يغير الجميع مواقفهم مثله.
وفي غضون ذلك، يحاول شارون تقليل الأضرار التي سببها النشر المبكر، إذا التقى مؤخرا وزير الخارجية، (سيلفان شالوم)، الذي أعرب عن اعتقاده بأن خطوات أحادية الجانب ستخفف من الاحتكاك مع الفلسطينيين.
وقال شالوم الأسبوع الماضي: إن الخطة قد تؤدي إلى غليان قد يسقط الحكومة في تركيبتها الحالية.
وتعهد رئيس الحكومة لشالوم أن يجعله شريكًا في المشاورات خلال بلورة الخطة.. وحقق شالوم إنجازًا آخر خلال اللقاء مع شارون تمثل بالانتقاد الضمني الذي وجهه شارون خلال جلسة الحكومة لوزير الصناعة والتجارة، إيهود أولمرت، الذي التقى في الولايات المتحدة وزير الخارجية الأمريكي، كولن باول، وبحث معه مواضيع سياسية.
إلى ذلك، سيلتقي رئيس الحكومة بعد فترة نقاهة يقضيها في بيته بسبب حالته الصحية، مع وزير المالية، بنيامين نتنياهو، الذي يعتبر وريثًا محتملاً لشارون، والوحيد القادر، حسب مصادر سياسية، على تحريض حزب الليكود ضد شارون.
وكان نتنياهو قال مؤخراً في مؤتمر هرتسليا إنه يعارض الخطوات الأحادية الجانب من قبل إسرائيل، وذلك في تصريح نادر له يتطرق فيه لقضايا سياسية التي يتهرب منها في الفترة الأخيرة.
ورجحت مصادر سياسية أن طبيعة العلاقات بين شارون ونتنياهو لا تسمح لهما بالخروج أحدهما ضد الآخر علانية لاعتبارات تتعلق بمصالح كل واحد منهما.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved