* فلسطين المحتلة- بلال أبو دقة:
انضم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، اللواء ( أهارون زئيفي-فركش ) إلى القادة الكبار في الجيش الإسرائيلي، الذين حذَّروا في الآونة الأخيرة من تنفيذ خطة فك الارتباط مع الفلسطينيين وتنفيذ انسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة المحتل.
وقال اللواء ( أهارون زئيفي-فركش )، خلال استعراض أمني أمام أعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، (الثلاثاء): إن الفلسطينيين يفسرون خطة رئيس الحكومة، أريئيل شارون، المتعلقة بالانسحاب من قطاع غزة، بأنها انتصار للإرهاب، ومحفِّّز لتصعيد العمليات المعادية لإسرائيل والمس بأهداف عسكرية إسرائيلية.
وتعتبر أقوال ( فركش ) الأولى من نوعها التي يطلقها قائد عسكري إسرائيلي رفيع وتأتي مناقضة لخطة شارون، وقد وصفت أقواله بأنها اصطدام بين تقييمات رئيس الحكومة أريئيل شارون وتقييمات القيادة العسكرية.
وأكد اللواء ( زئيفي- فركش ) أنه بمنظور جهات إسلامية في غزة، يمكن أن يضفي ذلك صبغة شرعية ل( الإرهاب ). على حد قوله. مضيفا: الفصائل الفلسطينية، ( حماس، الجهاد الإسلامي وحتى كتائب شهداء الأقصى )، ستفسر الانسحاب بأنه خضوع للإرهاب، مما سيؤدي إلى تصعيد العمليات ضدنا من أجل تحقيق إنجازات سياسية إضافية.
وكان الدكتور عبد العزيز الرنتيسي عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس) قال مؤخرا: إن قرار شارون إخلاء مستوطنات قطاع غزة، جاء نتيجة ضربات المقاومة الفلسطينية، ووصفه بإعلان هزيمة ويجب أن يخرج دون أي ثمن، مؤكدا على أن المقاومة ستتصاعد.
وقال الرنتيسي في تصريح صحافي وصل (الجزيرة) نسخة منه: إن قرار شارون الأخير بإزالة مستوطنات في قطاع غزة ومغادرة القطاع لم يكن مفاجئا، فقد سبقه إلى هذه النتيجة رئيسا وزراء إسرائيل السابقان ( رابين وبيرس ) اللذان توصلا إلى ذلك بفعل المقاومة، واليوم يصل شارون إلى هذه النتيجة. يقول الرنتيسي: بعد أن أخفق وفشل فشلا ذريعا في التصدي لمقاومة الشعب الفلسطيني، مضيفا: إن قرار شارون يعتبر إعلان هزيمة، وما كان لشارون أن يصل إلى هذا الموقف لولا قذائف الهاون وصواريخ القسام التي تنهمر على المستوطنات اليهودية صباح مساء، تلك القذائف والصواريخ التي طالما سخر منها دعاة الاستسلام.
وبموجب تقديرات رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: إذا قامت إسرائيل بإخلاء قطاع غزة، فإن حركة حماس وقوات الأمن الفلسطينية الخاضعة للسلطة ستتنافس فيما بينها على السيطرة على تلك المنطقة، إضافة إلى التابعين للعقيد محمد دحلان رئيس جهاز الأمن الوقائي في غزة سابقا، ووزير الداخلية في عهد حكومة أبو مازن الذين تتصاعد قوتهم مؤخرًا في قطاع غزة. زاعما انه في حال تنفيذ الانسحاب فان صراعا سينشب على السلطة بين أجهزة السلطة الفلسطينية ومحور دحلان- أبو مازن.
ويقول ( زئيفي- فركش ): إن غالبية عمليات حركة فتح نفذت بتمويل البنية التحتية لحزب الله وإيران، ومساعدة الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، الذي لم يفعل شيئًا من أجل وقف الإرهاب. مضيفا: إن الاستخبارات الإسرائيلية تلاحظ لدى حركتي الجهاد الإسلامي وحماس علامات تشير إلى محاولات تنفيذ عمليات اختطاف إسرائيليين.
وأشار رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: إلى أن الرئيس السوري، بشار الأسد، جاد في نواياه حول استئناف المفاوضات مع إسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين الدولتين.
وكان أعضاء في كتلة حزب (الليكود) الحاكم في إسرائيل عقَّبوا على خطة الانفصال التي أطلقها شارون، قائلين: حكومة شارون تعد أيامها الأخيرة. جميع أوهام السلام والهروبات الأحادية الجانب جاءت من أجل التغطية على التحقيقات الجارية مع شارون وأبنائه. الحكومة ستسقط شارون، لن يقوى على تحمل ضغوط التحقيقات، ولن يسمح له حزبه (الليكود) بتشكيل حكومة بديلة.
وقال عضو كتلة حزب (المفدال) المتطرف، عضو الكنيست ( نيسان سلوميانسكي ): في حالة إقدام شارون على إخلاء مستوطنات، فإن الائتلاف الحكومي سيتفكك خلال وقت قصير، وحينها لن يستطيع شارون اتخاذ أي خطوات جدية، وسيبدأ الجميع في التفكير في كيفية التخلص منه.
|