رئاسة ثلاثية وتحويل مجلس الحكم إلى برلمان وتغييرات جذرية على خطة نقل السلطة

* بغداد - د. حميد عبدالله:
وصل الأخضر الإبراهيمي إلى بغداد، وكان في البدء مستمعا أكثر منه متحدثا وبعد أن أصغى لجميع أعضاء الهيئة الرئاسية التسعة في مجلس الحكم فرش أمامهم جميع الخيارات التي تعتقد المنظمة الدولية أنها تكفل إعادة السيادة إلى العراق ومن بين هذه الخيارات تشكيل هيئة رئاسية ثلاثية تجسد المحاصصة الطائفية ولا فرق إذا كان رئيس الجمهورية شيعيا بلا صلاحيات أو رئيس وزراء بكامل الصلاحيات المهم ان يتمثل السنة والشيعة والأكراد في الهيئة الرئاسية.
وتوجه فريق الأمم المتحدة إلى بغداد لإجراء تقييم أولي للواقع السياسي والأمني وتحديد ما إذا كانت هناك إمكانية لإجراء انتخابات عامة قبل نهاية يونيو القادم وهناك أخبار عن خطط أمريكية جديدة تهدف إلى اجراء تغييرات جذرية على خطة نقل السلطة وليس تعديلات طفيفة كما كان يشير المسؤولون الامريكان.
مصادر مجلس الحكم العراقي قالت إن المسؤولين في الإدارة المدنية الامريكية بدأوا يتحدثون عن تغييرات جذرية من شأنها ان تتيح عملية انتقالية ذات مرونة عالية، مشيرة إلى ان المسؤولين الأمريكان يبدون اهتماما غير مألوف بنتائج المسوحات التي سيجريها الفريق الدولي وما يتوصل إليه من توصيات وهو ما يرجح وجود نية مسبقة لدى واشنطن بتبني توصيات الفريق الدولي التي لا تستبعد مصادر مجلس الحكم ان يكون قد تم الاتفاق عليها مسبقا بين المنظمة الدولية والحكومة الامريكية.
وافادت المصادر ان من بين الخيارات التي تدرسها الإدارة الامريكية هي إرجاء تسليم السلطة حتى الاول من كانون الثاني يناير من عام 2005 على ان توفر إدارة بوش غطاء شرعيا مقبولا لهذا الإرجاء من خلال توصية تصدرها البعثة الدولية وتتمسك بها الإدارة الامريكية بحجة التماشي مع الشرعية الدولية، ومن بين الخيارات المطروحة أيضا هو إنهاء الاحتلال من خلال سحب القوات الامريكية من المدن في نهاية يونيو وإنشاء قواعد عسكرية أمريكية تمكن واشنطن من بسط سيطرتها الأمنية والعسكرية والسياسية على العراق على ان يصاحب ذلك توسيع مجلس الحكم العراقي ليتحول إلى برلمان يمثل جميع العراقيين ويكون نسخة من ال(لويا جيرغا) الأفغاني الذي أنشأته واشنطن بعد احتلالها لأفغانستان.
في هذه الأثناء أغلقت سلطات الاحتلال الأمريكي صحيفة (الجزيرة) التي تصدرها جماعة إسلامية سنية في مدينة الرمادي قلب المثلث السني والتي يرأس تحريرها الشيخ جهاد العلواني أحد علماء الدين السنة الذي يتخذ مواقف معادية للوجود الأمريكي في العراق.
وبررت سلطات الاحتلال قرارها بسبب كون الجريدة تمارس التحريض وتحث على قتل الجنود الأمريكان وتشوه أهداف الحملة الامريكية في العراق وتجمل صورة الرئيس العراقي المعتقل صدام حسين في عيون العراقيين.