حذر استشاري جراحة الفم والأسنان بمستشفى الحمادي بالرياض د. فهمي عبدالعال مبارك من خطورة اللجوء الى المضادات الحيوية في علاج الالتهابات الناتجة عن تسوس الأسنان، وتجاهل العلاج الحاسم لهذه الالتهابات (والخراريج) بتصريفها جراحياً.
واشار د. مبارك أن التسوس عندما ينتشر الى عصب السن فإنه يؤدي الى التهابه وتقوم البكتيريا الموجودة في الفم بالتسبب في تحلل وتعفن هذا العصب، وتمر من خلال قناة الجذر الى عظام الفك وتسبب التهابات وعدوى في العظام المحيطة بجذر السن، حيث يشعر المريض بألم حاد في السن مع عدم استطاعة الضغط على السن، وفي هذه الحالة يكون العلاج ليس فقط باعطاء المريض المضاد الحيوي المناسب والمسكنات لمحاصرة الالتهاب، بل لابد ان يتبع ذلك بالعلاج الحاسم لهذا الخراج والذي قد يكون عن طريق خلع الضرس أو علاج العصب.
والأخطاء الشائعة في علاج هذا الخراج هو الظن بأن المضاد الحيوي فقط كفيل بالقضاء على هذا الخراج، حيث إن إهمال العلاج الحاسم قد يؤدي الى انتشار العدوى الى الأنسجة الرخوة في الوجه أو الرقبة والتي قد تؤدي الى حدوث ضيق في مجرى التنفس أو قد تمتد العدوى الى تجويف العين مما يؤدي الى حدوث خراج في أنسجة العين وقد تنتشر العدوى الى المخ والجيوب الدموية التي تقع في تجويف الجمجمة فمثل هذه المضاعفات قد تؤدي الى عواقب وخيمة.
ويدلل د. مبارك على خطورة هذه العواقب بحالة مريضة تقدمت الى المستشفى وهي تعاني من خراج من ضرس العقل الموجود في الفك السفلي وقد انتشرت العدوى الى الأنسجة الرخوة المحيطة بالفك والرقبة وتسببت في تورم الوجه والرقبة، وأوضحت المريضة أنها ظلت تعاني من هذا الخراج لمدة ثلاثة اسابيع, وراجعت العديد من الأطباء الذين وصفوا للمريضة فقط المضاد الحيوي والمسكنات، وتم ادخال المريضة الى قسم الطوارئ وبعد الفحوصات اللازمة تم تخديرها بمخدر عام وتم تصريف الصديد المصاحب للخراج عن طريق فتحتين في أسفل الفك السفلي كما تم ازالة ضرس العقل المسبب للخراج لتتعافى المريضة، حيث إن العلاج الحاسم عن طريق الخلع أو علاج العصب هو الكفيل بتجنب المضاعفات الوخيمة.
|