Thursday 12th February,200411459العددالخميس 21 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شيء من الوضوح شيء من الوضوح
عندما نساعد على العهر العربي
محمد أبو حمرا ( * )

أعلم يقينا أن مقالتي هذه ستجلب لي المتاعب، وقد تكون أول المتاعب مع سعادة رئيس التحرير الذي قد يجيزها وقد لايجيزها، لأنه يرى ما لا أراه في اعتبارات كثيرة، هكذا أبرر له. لكن مشكلتنا هنا وفي عالمنا العربي أننا نصم الآذان مجاملة، وهنا لب المأساة التي نعيشها.
والذي نعرفه ويشهد به الجميع أن السعودية حكومة وشعباً عنصر مهم في رفع المعاناة عن الكثيرين في كل أصقاع الدنيا، وقد يشذ منهم الذين يظنون أنهم يحسنون صنعاً وهم يفعلون ذلك عن حسن نية، أو تغرير بهم، أو لسبب لا نعرفه نحن العامة، وهذا ينطبق على كل صاحب مال وفير في الخليج بالذات، حتى أصبح الخليجيون تماماً مثل الشعير (مأكول مذموم)!!، ولم أجد من يشكر لهم صنيعاً أو يمدح صنعاً.
هذه توطئة لموضوع اليوم وهو عن العهر العربي المتنوع والذي يجيء بأشكال مختزلة وممدودة جداً، ابتداء من ملهيات الشباب، بل والمراهقين من الذين يصبغون اللحى تصايباً!!
والذي نشاهده على قناتين من القنوات الناطقة باسم العرب والعروبة هو عهر جديد، بل دياثة متحضرة جداً، حيث يجمعون فتيات أو فتيان من أبنائنا في بيت واحد أو مفرقين ليعرضوا تلك الأجساد على العباد، وهؤلاء الفتيات الجميلات المائلات المميلات يمتلكن التفاصيل التي تغري بأن ينشغل معهن الكثيرون، لكن الجمهور الذي يتفاعل معهم ومعهن يهدي إليهن مجسمات كلاب وقطط وحيوانات أخرى ما بين قرد وكلب يسمونه دوقي الجميل، وكأن الجمهور بغريزته الراقية يقول لهم: هذا مقداركم عندنا.
والغريب أن الذين يصرفون عليها هم ممن يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهم ممن يصلون ويحجون البيت الحرام، ولم أجد مبرراً لهم لكي يساعدوا بأموالهم وأسمائهم على ذلك العهر العربي، فكم من مليون دولار صرفت تلك الجيوب التي تخرج دعايتها بين الفاصل والآخر؟ أعتقد أن المبلغ الذي يصرف هكذا يستطيع به هؤلاء أن يبنوا مراكز لا مركزا للبحوث الفكرية سواء في أمور الفكر أو العلم التجريبي أو غيره من الأفكار المتقدمة، والتي تساعد الأمة على اجتياز التخلف الذي تعيشه، والغريب في أمر هؤلاء الذين تظهر أسماء شركاتهم أو مؤسساتهم أنهم ممن نعرف عن بعضهم حبهم للخير والاستقامة الدينية، ولا أدري ما الذي جعلهم ينزلقون في ذلك الماء الآسن الذي ساعدوا على تكاثر البعوض فيه.
إذن لا نغضب إذا وصفنا أحدٌ بأننا نساعد على العهر العربي في الزمن الجديد، لأن واقعنا هو الذي يحكم علينا من خلال شاشات التلفزة التي نراها تعرض أجساداً يسهر الخلق جرًاها وقد يختصمون!!
أدعو من كل قلبي وقلب كل مسلم عقلانيً التفكير أن يرشد أولئك المنفقين فضل الله فيما لا فائدة منه إلا الدعاء عليهم بالفقر والمذلة، أدعوهم إلى التعقل ومحاسبة النفس قبل أن تحاسب حساباً عسيراً،، اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد.

( * ) فاكس 2372911


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved