جارة لي
في أصيل أحد الأيام زارتني جارتي وأخذنا نتجاذب أطراف الحديث فكان ان قصت علي حكاية زواجها فقالت: كان لي من العمر عشرون عاماً ولم أتزوج وذلك عائد إلى طمع والدي بحيث كان يطلب من المتقدمين لطلب يدي مهراً غالياً لا يستطيعون دفعه فيرتدون على إعقابهم وهكذا...
وذات يوم تقدم لطلب يدي شاب موظف من عائلة طيبة وعلى جانب من الثقافة والأخلاق الحميدة ويتمتع باحترام أهله وإجلال زملائه فأخذت أنظر إليه من خلال ثقب الباب فراق لي أدبه وسلوكه وشخصيته الهادئة وتمنيت أن يكون شريك حياتي الزوجية، فما راعني أثناء ذلك إلا قول والدي لذلك الشاب: إذا أردت الزواج من ابنتي فعليك دفع مهرً قدره خمسة عشر ألف ريال
فرد الشاب عليه قائلاً: يا عماه انني موظف صغير ولم يمض علي في العمل أكثر من ثلاث سنوات ولا أملك الا عشرة آلاف ريال فهل قبلتها مني لأن لي رغبة في نسبكم؟
إلا أن والدي أصر على أن يدفع الشاب مبلغ الخمسة عشر ألف ريال فما كان من ذلك الشاب الا أن قام وذهب في حال سبيله وصورته بقيت عالقة في مخيلتي إلى الآن.
وكم من مشكلة تعرضت لها من هذا النوع حتى بقيت إلى العشرين من عمري بدون زواج وما ذلك الا لطمع والدي وذات يوم تقدم زوجي الحالي وهو يبلغ الخمسين من عمره يطلب يدي من والدي ويدفع خمسة عشر ألف ريال فوافق أبي دون أن يفكر بفارق السن بيننا حيث انه يكبرني بسنين كثيرة وعندما علمت بموافقة والدي على هذا الزواج غير المناسب أصبت بصدمة نفسية حادة ومرضت مريضا شديداً حيث ان والدي حرمني من الزواج مدة عشرين عاماً وقد حسبت انه يسعى من وراء هذا إلى زوج صالح مناسب من عائلة شريفة ولكن الواقع أثبت العكس فهو لا يفكر الا بالذي يدفع مهراً أكثر وكانت خيبة أمل مريرة وحسرة في قلبي استقرت منذ ذلك الوقت إلى هذه الساعة وكان لابد مما ليس منه حيث جرت الشكليات والتقاليد المعتادة في الخطبة والزواج ثم زُوجت بهذا الزوج الذي لم أرده بل أراده والدي هذابالاضافةالي ان وزوجي كان عنده قبلي امرأتين ونعيش ثلاثتنا في بيت واحد مع أولادهما وبناتهما
وهكذا إلى الآن أعيش أياماً مرة منكودة وسبب ذلك طمع والدي الذي لم يفكر بسعادتي الزوجية بمقدار المادة التي يحصل عليها من وراء زواجي، وأنا الآن أعيش في مشكلة دائمة مع رجل عمره ضعف عمري وفي بيت مليء بالأولاد والبنات، وأنا صابرة على ما كتب الله لي وصمتت جارتي فنظرت إليها فرأيت دمعتين كبيرتين تنحدران ببطئ على خديها فأخذت أواسيها وأخفف من حزنها مذكرة إياها بضرورة الصبر على الواقع حتى ولو كان مريراً وبعد ذلك انصرفت جارتي فأخذت أدعو الله أن يلهمها الصبر القدرة علي التغلب على المشاكل ونسيان الماضي داعية الله أن يدرك الآباء مصالح وسعادة بناتهم عند النظر في موضوع زواجهن.
|