في مثل هذا اليوم من عام 1942 قامت السفينتان الحربيتان الألمانيتان (جسيسنو) و(شارنهورست) بالإضافة إلى التوربين (برينز ايوجين) بالهرب من ميناء بريست الفرنسي والتوجه نحو القناة الانجليزية للوصول إلى بر الامان في المياه الألمانية. ومما يذكر أن السفينتين الحربيتين الألمانيتين (جسيسنو) و(شارنهورست) كانتا ترسوان بميناء بريست منذ مارس 1941، حينما تم ربط التوربين (برينز ايوجين) بالميناء الفرنسي منذ حادثة بيزمارك في عام 1941، حيث قام التوربين والسفينة الحربية بيزمارك بالتوجه بسرعة جنونية نحو الأطلانطي ومضيق الدنمارك لتجنب قصف البحرية الملكية، وقد خضعت جميع القطع البحرية إلى غارات قصف جوي وأضرار بالغة على يد البريطانيين، حيث كان البريطانيون يعملون على التأكد من عدم مغادرة السفن الحربية الألمانية من الساحل الفرنسي، ولكن بالرغم من المراقبة الحذرة من جانب الغواصات والطائرات البريطانية، شن الادميرال الألماني اوتو سيلياكس عملية سيربريس التي اخرجت السفن من الميناء الفرنسي.
وفي الصباح، زودت الطائرات الألمانية غطاء جوياً أيضاً، حيث قام الطيار الأول ادولف جالاند بقيادة 250 مقاتلة أخرى في جهود تتسم بالتنسيق غير العادي بين البحرية الألمانية ولوفتواف.
كما قامت القوات الجوية البريطانية بتنسيق هجماتها مع أسطول البحرية الملكي، إلا إن ذلك جاء متاخراً لأنهم لم يدركوا إلا في اليوم التالي أن السفن البحرية الألمانية قد أبحرت إلى عرض البحر، فيما أعاقت الظروف الجوية السيئة جهودهم، وقد وصلت جميع السفن الألمانية الثلاث إلى الميناء الألماني في 13 فبراير، بالرغم من تضررهم بالألغام البريطانية. ومما يذكر أن البريطانيين خسروا 40 مقاتلة جوية وست سفن بحرية في المواجهة، بينما خسر الألمان كثيراً من القطع البحرية إضافة إلى17 طائرة، وقد أصبح (عبور القناة) مصدر إحراج بالغ للبريطانيين حيث إن ذلك تم أمامهم مباشرة، إلا إنهم قاموا بالثأر من خلال إغراق سفينة شارنهورست في ديسمبر 1944 عندما حاولت السفينة الهجوم على ناقلة روسية، وتم تدمير سفينة جيسينو من خلال غارات القصف بينما كانت في الميناء تخضع لبعض عمليات الاصلاح.
|