في مثل هذا اليوم من عام 1956م ظهر دونالد ماكليان وجي برجس، العضوان السابقان في وزارة الخارجية البريطانية اللذان اختفيا من انجلترا في عام 1951م في موسكو. حيث أنهى ظهورهما المفاجئ والبيان الصحفي الرسمي الذي قاما بالإدلاء به إحدى ألغاز الحرب الباردة المبكرة.
ومما يذكر أن كلاً من ماكليان وبرجريس كانا من كبار الموظفين بوزارة الخارجية البريطانية وفي عام 1951م، إلا أنهما قد اختفيا من دون أي أثر. وكانت الشاعات تتردد بأنهما جاسوسان لصالح الاتحاد السوفيتي، وأنهما قد غادرا بريطانيا لتجنب المحاكمة. ولمدة خمس سنوات، لم تكن هناك أية أخبار عنهما، فيما كانت هناك شكوك لدى الاستخبارات البريطانية أنهما في الاتحاد السوفيتي بالرغم من إنكار المسؤولين الروس لمعرفتهم بأية تفاصيل عن الواقعة.
وفي 11 فبراير 1956م، دعا الاثنان مجموعة من الصحفيين في غرفة بفندق يقع في موسكو، حيث قام برجريس وماكليان بالترحيب بهما وتقديم مقابلة قصيرة ثم توزيع بيان مشترك مطبوع. وفي البيان، أنكر كلا الرجلين أنهما عملا بصفة جاسوسين لصالح روسيا إلا إنهما أعلنا عن تعاطفهما الشديد تجاه الاتحاد السوفيتي وانزعاجهما الشديد من (شكل السياسة الانجلو-امريكية بعد الحرب). كما زعما أن قرار مغادرة بريطانيا والعيش في روسيا كان بسبب (أنه فقط في روسيا يمكنهما تطبيق بعض المعتقدات التي كانت دائما لديهما)، واعتقد الاثنان أن الاتحاد السوفيتي يرغب في سياسة (تفاهم متبادل مع الغرب) إلا إن العديد من المسؤولين في الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى كانوا ضد أية علاقة عمل مع الروس.
وأعلن الاثنان في نهاية البيان (أن حياتنا في الاتحاد السوفيتي أقنعتنا أننا اتخذنا القرار الصحيح). وبينما عمل المؤتمر الصحفي المفاجئ على حل غموض اختفاء برجريس وماكليان خلال الخمس سنوات الماضية، إلا إنه لم يفعل الكثير لحل مسألة ذهابهما إلى الاتحاد السوفيتي في المقام الأول. كما أن بيانهما لم يوضح ما إذا كانا قد قاما بالتجسس لصالح الاتحاد السوفيتي أم لا، إلا إن الأدلة الواردة من المخابرات البريطانية والأمريكية اقترحت بشدة أن الاثنان مع زميلين آخرين في مكتب وزارة الخارجية قاما بالتجسس لصالح الروس، ومما يذكر أن الرجلين أمضيا باقي حياتهما في الاتحاد السوفيتي.
|