Wednesday 11th February,200411458العددالاربعاء 20 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأطباء والمختصون يحذرون من أخطار مبيضات البشرة: الأطباء والمختصون يحذرون من أخطار مبيضات البشرة:
الباحثات عن الجمال بين الابتزاز المادي والأخطار الصحية

  * تحقيق - هيفاء الشلهوب
منذ خُلقت حواء وهي تبحث عن الجمال وتحاول أن تكون جميلة مستعملة كل الطرق الممكنة والمتوفرة لديها لتتربع على عرش الجمال ولا يغيظها سوى امرأة أجمل منها، لذلك هي لا تدخر جهدا في سبيل جمالها، وفي قديم الزمان استخدمت حواء المواد الخام المتوفرة لديها والمنتجة من الطبيعة كالحناء والسدر والزباد والكحل الحجري وبعض أنواع الأعشاب التي تضفي عليها مسحة جمال تعتبر في ذلك الوقت قمة، وفي عصر العولمة وتسارع خطوات التطور ظهرت على السطح مئات بل آلاف الطرق تسلكها حواء لتصبح جميلة ابتداء من جراحة التجميل ومواده وأدوية التجميل وأشعة الليزر وزراعة الشعر وتغير الملامح بالمكياج حينا وبتدخل مبضع الجراح أحيانا أخرى.
ولعل ما يؤرق حواء كثيراً هو القيمة المادية المرتفعة في أغلب الأحيان لمثل تلك العمليات سواء جراحة أو أدوية، لذلك نراها تسعى غالباً للحصول على أدوية التجميل التي تناسب دخلها المادي والتي لا تسبب لها إرباكاً في الميزانية وهي لا تعلم بأن تلك المواد الرخيصة قد تضطرها لدفع أضعاف ما دفعته لشرائها عندما تتحول آثارها السلبية إلى أمراض وأعراض تستلزم العلاج المكثف لسوء الحالة، ومن أجل حواء وسلامتها حاولنا جاهدين أن نلقي بعض الضوء على بعض الممارسات الخاطئة منها ومن بعض مراكز التجميل والشركات التجارية.
هشاشة عظام وشلل
أرادت أن تكون بيضاء البشرة حمراء الوجنتين قبل زفافها فابتاعت «كريما مبيضا» من أحد المحلات التجارية، وكم كانت سعادتها بالغة حينما رأت الفرق في بشرتها فشتان ما بين الأمس واليوم، استمرت في استخدام الكريم لمدة سنتين متواصلتين حتى بعد زفافها، وشاءت الأقدار أن تتعرض لحادث سقوط أدى إلى كسر في أسفل الظهر وانزلاق انتهى بها إلى شلل تام بسبب إصابتها بهشاشة العظام نتيجة لكمية «الكرتزون» العالية في ذلك المرهم وبسبب استخدامها له مدة سنتين متواصلتين، حصلت عليه من السوق حيث يباع بالرزم.
هذا ما بدأ به الدكتور أحمد محمد العيسى رئيس قسم الجلدية بمستشفى قوى الأمن أستاذ مساعد إكلينيكي بكلية الطب جامعة الملك سعود حينما حادثناه هاتفيا بقصد الحصول على معلومات حول الأدوية الطبية استخدامها وتأثيرها على الفرد.
ويضيف د. أحمد: لدى البعض حساسية مفرطة من بعض الأدوية، ولذلك لا يجب استخدام أي دواء بشكل عشوائي بل لا بد للخضوع لفحص على يدي طبيب، فقد تتسبب تلك الأدوية التجميلية في مضاعفات تجبر المستخدم على تلقي العلاج نتيجة للأعراض التي قد يتعرض لها نتيجة للحساسية.
وعن اتباع طرق مختلفة للتجميل منها خلط أكثر من مادة وخاصة المراهم الموجودة في الأسواق للحصول على نتيجة مرضية وسريعة يقول الدكتور أحمد: المشكلة أن «أ + ب» لا يعني الحصول على مادة جيدة، بل بالعكس فقد يكون ذلك غير آمن البتة وقد يسبب أضراراً بالغة للبشرة، فخلط المواد المختلفة بنسب عشوائية قد يولد مادة جديدة مضرة وليست نافعة يظهر أثرها بعد فترة من استخدامها.
* وهل ينطبق ذلك على المواد الطبيعية؟
- المواد الطبيعية نافعة لجسم الإنسان عندما تؤخذ بشكلها الصحيح، فنفعها من خلال وجودها في المعدة وامتصاص الجسم لها عن طريق الدم أفضل بكثير من وجودها على البشرة، فمثلا اللبن الزبادي يحتوي على مادة حمضية وحارقة كذلك الليمون وتلك المواد تضر بالبشرة، فالأكل الجيد هو ما يساعد البشرة على الاحتفاظ بنضارتها وحيويتها.
قد تسبب الفشل الكلوي
* ما هي آثار الكريمات المبيضة على البشرة؟
- د. أحمد: احتواء تلك الكريمات على مادة «الكرتزون - الزئبق - الرصاص» التي تؤثر على الدم بسبب ارتفاع بعض الأنزيمات من استخدامها، وقد يكون في إصابة إحدى السيدات بفشل كلوي وخضوعها لعملية غسيل كلى من جراء استخدامها لتلك المراهم التي تحتوي على «زئبق ورصاص» أمر يستحق التحذير والتنبيه من تلك المبيضات التي تخالط موادها الدم على المدى البعيد ويتشبع بها الجسم فتكون نتائجها وخيمة وعواقبها شديدة، والكريمات المحتوية على الكورتزون تؤثر على البشرة سلبيا كضمور الجلد وتوسع الشرايين. الكريمات المبيضة ومانعة التجاعيد وغيرها من الأدوية الطبية التي لا تؤخذ عن طريق وصفة من طبيب أيضاً الكريمات الخاصة بمرض البهاق والصدفية والتي تستخدم بغير وصفة طبية فقد تتسبب في الإصابة ببعض الأكزمة والفطريات.
* كسيدات مستخدمات لتلك الأدوات على ماذا نعتمد في اختيارنا.. على ماركة الصنف أو خصائصه التجميلية أو الطبية؟
- د. أحمد: الماركات المعروفة تضمن الجودة والأمان ولكنها لا تضمن الفعالية لأنها لا تدخل عادة إلى المملكة إلا بعد خضوعها لرقابة معينة وذلك لهدف حماية المستهلك، وبرغم ذلك نطرح السؤال: هل هي فعالة؟ وأقول دائما: إن العلاج الطبي هو الفعال لأن المستخدم يخضع لفحص طبي يحدد على ضوئه احتياج الجسم للكميات والمادة المناسبة الآمنة والفعالة.
* لطالبات الجمال بأرخص الأثمان ماذا تقول؟
أقول لهن: هذا خطأ فادح ترتكبنه في حق صحتكن، الجمال مطلوب ومرغوب ولكن لا بد أن يكون بشكله الصحيح حتى لا تحدث مضاعفات مرضية تتطلب العلاج الأغلى والأطول، وأقول: الفحص الطبي ووصفة الطبيب هي الطريق السليم للجمال، والغذاء الصحيح هو المساعد الأول على اكتساب الجمال الحقيقي، وأود أن أوجه كلمة أحملها أمنية صادقة للإعلام فدور الإعلام قوي جداً في التأثير على المستهلك، أتمنى أن يمتنع عن وضع الدعايات الطبية للمواد التي لا تحمل تصريحاً من الشؤون الصحية فالعملية تجارية وليست طبية والضحية المستهلك.
الأسعار
توجهنا بعد ذلك إلى المشاغل النسائية، وفي أحدها وطلبت موعدا من أخصائية التجميل في أحد المشاغل النسائية، قلت لها: أريد أن أبدأ رحلة الجمال معكن فأخبريني ماذا تستطيعين أن تمنحيني كخبيرة تجميل، فأخذت تعدد مهام قسم التجميل وتسألني بين الفترة والأخرى هل تريدين ذلك عن طريق الأجهزة أم الأعشاب وطين البحر، وكنت أقول لها: الكل يا سيدتي فأنا أريد الجمال بكل الطرق، وكانت نتيجة الرحلة بين الكثير من المشاغل الآتي:
- جلسة تنحيف بالجهاز الساعة بـ150 ريال.
- جلسة تنظيف للوجه الساعة بـ150 ريال.
- جلسة تقشير للوجه بفيتامين «C» 200 ريال + منظفات ومرطبات للوجه 200 ريال.
- صابونة طبيعية لتنحيف الجسم مع كريم شد يتراوح سعرها ما بين الثمانمائة والألف ريال.
- كريمات طبيعية لتبييض الوجه وتوحيد لون الجسم «خليط» ما بين الخمسمائة والثمانمائة والألف «حسب احتياج البشرة».
- خلطات لإزالة الزوائد في الجسم لا تقل عن الستمائة ريال.
ليس هذا كل شيء، فهناك «طين البحر وأعشابه» وتعمل على شكل أقنعة للوجه والجسم والشعر و«ملح» ورغوة وغيره، وكل ذلك وسط تأكيد تام بفعالية تلك المواد ودليل جودتها هو تهافت السيدات عليها بشكل كبير، وقد أكدت إحدى الأخصائيات بأن ما يقمن به من أعمال تجميلية للسيدات لا تختلف عما يقوم به الطبيب في العيادة بل نوهت بارتفاع أسعار الأطباء والنتيجة واحدة على حد قولها، بل قدمت لي نصيحة أكدت بأنني سوف أشكرها عليها ألا وهي ألا أبتاع حبوبا تنقص الوزن من طبيب أو مواد تجميلية تبعا لوصفة قريبة أو صديقة أو عاملة في مشغل قد تعطي نتيجة عكسية تتسبب في مرض يتطلب الوقت والجهد والمال لمكافحته.
الاستشارة الطبية
وعن هذا الموضوع تحدثت الأخصائية الدكتورة ترف فقالت:
الاستشارة الطبية والكشف الطبي وأخذ الأدوية عن طريق وصفة طبية هي الإجراءات السليمة التي تتبعها أي سيدة تريد الجمال، فمعرفة طبيعة البشرة وطبيعة الجسم هي ما تحدد نوعية الأدوية المطلوبة وذلك حتى لا تتعرض السيدة لمضاعفات تصاحبها حالات مرضية قد تطول فترة علاجها، على سبيل المثال لا الحصر سيدة استخدمت كريم مبيض للبشرة لمدة ثلاثة أشهر متواصلة أصيبت على أثره بضمور وترقق في البشرة «أصبحت بشرتها رقيقة جدا مما سبب لها نزيفاً دائماً من أي خدش أو احتكاك لبشرتها وتوسع في الشعيرات الدموية وأصبحت واضحة جدا على الوجه».
وكانت فترة العلاج طويلة ما يقارب السنتين وقد تصل للخمس سنوات لتعود بشرتها كما كانت، فمادة الكرتزون مادة تدمن عليها البشرة لذلك لا بد أولاً من العلاج التدريجي لسحب تلك المادة من البشرة بعد ذلك تبدأ فترة العلاج، ولعل من أشد الكريمات المبيضة والتي تستخدم عشوائياً كريم «ديرموفيت» الذي كان منتشراً بكثرة بين السيدات فمفعوله سريع جداً في تبييض البشرة لأنه يحتوي على نسبة عالية من الكرتزون الموضعي ودائماً النسب العالية لتلك المواد في الكريمات يكون أثرها شديداً.
* لنذكر بعضا من تلك الآثار؟
- د. ترف: المواد المستخدمة خاصة في الكريمات المبيضة عادة ما تكون الزرنيخ.. الزئبق.. الكرتزون، ولكل مادة أثر على البشرة، ومنها:
- الكرتزون: له تأثير مبيض وقتي، ولكن استخدامه على المدى البعيد يؤدي إلى:
- زيادة الإشعار في المنطقة.
- ضمور في الجلد.
- توسع في الشعيرات الدموية.
- وقد يتسبب في بقع سمراء.
- الزرنيخ: يتشربه الجلد ويدخل الجسم ويؤدي للفشل الكلوي.
- الزئبق: يترسب في البشرة ويعطي لوناً أبيض وبعد استعماله طويلاً تميل البشرة للون الأزرق.
المادة المبيضة الموجودة في الكريمات هي التي تسبب الأضرار المذكورة، الآن في أوروبا يفكرون في سحب بعض الكريمات المبيضة التي تحتوي على مادة «هيدروكينون» وهي مادة مبيضة طبيا ليس مكشوفا ضررها ولكن لم يفكروا في سحبها إلا لوجود شيء ضار لم يكشفوا عنه للآن، وللأسف هناك بعض الشركات التجارية التي لا يهمها سوى الكسب المادي تصدر بعض المواد للشرق الأوسط ممنوع استخدامها في بلدانهم.
بحثاً عن الجمال
* نبحث عن الجمال ونخشى الضرر فما نصيحتك لنا؟
- د. ترف: لعل النصيحة التي أود قولها وأكررها للجميع هو البعد عن استخدام الأدوية عموما بدون وصفة طبية، ويشمل ذلك الأدوية التجميلية، والابتعاد تماما عن شراء أي منتج تجميلي لا يحمل نسب المواد المكونة له في النشرة الخاصة به، الاستفادة من المواد الطبيعية داخل الجسم فكما هو معروف أن فائدة المواد عن طريق الدم أفضل بكثير عن طريق وضعها على البشرة فهنا يكون الامتصاص بطيئاً، وأود أن أشير هنا إلى أن 5% من المراجعات لعيادة الجلدية هن ممن يستخدمن تلك الكريمات بشكل عشوائي.
وقائع من التحقيق
- إحدى السيدات البدينات قالت بأنها خضعت لعلاج مركَّز لمدة عشرة أيام في أحد المستشفيات لأنها استخدمت «جل» لإنقاص الوزن مرة واحدة فقط.
- سيدة أخرى تقول: تعرضت لتقشر شديد في الوجه بسبب كريم مبيض استخدمته لمدة شهرين مما اضطرني للعلاج فترة لم تقل عن السبعة أشهر تعرضت خلالها لمعاناة قاسية.
- وهذه سيدة تقول: أرجوك وعلى لساني أوصلي هذا الرجاء لهن بأن يبتعدن عن الكريمات المبيضة فقد مرت علي سنة ونصف وأنا أنتقل من عيادة لعيادة بسبب كريم مبيض كانت نتيجة استخدامي له كمية هائلة من الحبوب في وجهي وتغير في لون البشرة ورقة في الجلد..
لا أتمنى أن يحدث لإحداهن ما حدث لي.
- سيدة في مقتبل العمر تقول: تغيرت حياتي والسبب كريم لشد «الصدر» استخدمته لأحصل على نتيجة رائعة فكانت أسوأ تجربة تعرضت لها، لقد أصبت بضمور في البشرة وترهل جعل حياتي جحيما ولم أستطع فعل شيء حيال ذلك.
* من المسؤول عن كل ما يحدث للمرأة من جراء استخدامها أدوية الجمال وأدواته..
هل هي الشركات المصنعة، أم الجهات التي تسمح بدخول تلك المواد، أم الربح المادي الذي يسعى له الوكلاء في البلاد؟ الأسئلة كثيرة والتساؤلات أكثر وعلامات الاستفهام والتعجب أكثر.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved