لهذا السبب كثرت الأخطاء اللغوية والتحريف في المعاني

المكرم المشرف على صفحة عزيزتي في جريدة الجزيرة المحترم -حفظه الله-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أرجو التكرم بنشر هذا التعقيب في العزيزة، وتقبل خالص تحياتي
اطلعت على ما سطره قلم الأخ محمد بن عبدالله الفوزان في عدد الجزيرة 11411 وتحديداً في صفحة عزيزتي بعنوان (حتى المثقفين يقعون في الأخطاء اللغوية) تعقيبا على مقال الأخت الكاتبة فوزية النعيم الذي نشر في عدد الجزيرة 11430 بعنوان (بين الطيب والقاضي لغة الأفغاني) الذي كان مدار الحديث فيه عن الأخطاء اللغوية التي تقع فيها شريحة كبيرة من المجتمع، وقد أجاد التعقيبë ووفى وكفى، ولكن هناك نقطة أحب أن أوضحها زيادة على ما كتبه الأخ، وهي تتعلق بضعف قراءة القرآن عند الكثير من المسلمين، ومن تأمل في ذلك يجد الأخطاء الكثيرة التي ربما تغير معنى ما يقرأ، وقد رأيت الكاتب قد حمل مسؤولية ذلك كاملة لمدرسي القرآن في مدارس التعليم، وكذلك مدارس تحفيظ القرآن الصباحية والمسائية، وهذا خطأ قد وقع فيه الكاتب لعدة أسباب:
1- لأن شريحة كبيرة من المجتمع لم يكن لها نصيب من التعليم في مدارس التعليم العامة، ولا حتى في مدارس تحفيظ القرآن، فلماذا تقع المسؤولية على هذين الصرحين، وهم بريئان من تعليمهم كتاب الله لهم؟!!
2- المشكلة ليست في تعليم كتاب الله في مدارس تحفيظ القرآن، ولا التعليم العام، ولا في المعلمين الذين ينتسبون إلى هذين الصرحين، بل المشكلة والطامة الكبرى في عدم اهتمام الكثير من المسلمين بتعلم كتاب الله، لذلك رأينا الضعف الواضح في تلاوة الكثير منهم.
3- الذنوب والمعاصي حرمت الكثير من المسلمين تعلم كتاب الله، والبعض يقرأ، ولكن بسبب عدم الاهتمام ووقوعه في المعاصي والذنوب حرم الفائدة.
4- اهتم الكثير من المسلمين بعلوم الدنيا وانكبوا على تعلمها واجتهدوا في ذلك ليلا ونهارا بينما كتاب الله همشوه وتركوه وراءهم ظهرياً، ومن تأمل في حال الناس يجد صحة ما ذكرت، والمصاحف التي هجرت وامتلأت بالغبار في كثير من بيوت الله من الشواهد على عدم اهتمام المسلمين بكتاب الله، حيث الكثير لا يقرأ إلا في شهر رمضان المبارك، وما عدا ذلك لا يعرف كتاب الله والعياذ بالله، إذا المشكلة في عدم إقبال المسلمين على تعلم كتاب الله والاهتمام به، لذلك كثرت الأخطاء والتحريف في المعاني، وبرأت ساحة المدارس من ذلك وإن كانوا يتحملون جزءاً من المسؤولية، وهذا ما أحببت توضيحه له، وللقراء في العزيزة، متمنياً للجميع التوفيق والسداد.