في تعليقها على رأي الأستاذ الكثيري قالت الأخت هيفاء عبدالرحمن بتاريخ 6-12-1424هـ حول أسباب العنوسة: (هناك سبب آخر ظهر على السطح في السنين الأخيرة ولم يكن ظاهراً من قبل ألا وهو تشرط الشباب أنفسهم وبحثهم عن الجمال فقط).
كان الأستاذ الكثيري قد عزا السبب إلى تشرّط أولياء الأمور وتشدّدهم في اختيار الزوج لكن هيفاء تقول: (قد يكون هذا سبباً صحيحاً أحياناً). وقبل مناقشة رأي الأخت هيفاء بكل تجرّد وحيادية وإخلاص، أورد هُنا عبارة أعجبتني للأخت الأستاذة فوزية بنت ناصر النعيم.. في مقالها المنشور بتاريخ 7- 12-1424هـ تقول فيها: (يجب أن نصل إلى مستوى الشجاعة الأدبية التي تجعلنا نعترف يقيناً أنَّ.. .. .. .. ليست غريبة في مجتمعنا، وأنّ كل هذا التصرف شاذ وغريب على مجتمعنا).
كانت فوزية بصَدَد الحديث عن موضوع شبيه، وما يهمني هو النية الخالصة والعزم الصادق لمواجهة التصور ومعالجة مَواطن الخلل.
أخالفك الرأي -أختنا هيفاء- وأتفق تماماً مع الأستاذ في أنّ تشرّط أولياء الأمور وتشدّدهم في اختيار الزوج هو السبب الرئيس - ولا أقول: سبباً رئيساً- فالواقع حولنا يؤيد ذلك ويؤكده.
أمّا اشتراط الشباب -أنفسهم- وَبحثهم عن الجمال فقط فإني أخالفكِ الرأي -أيضاً- في أنّ هذا السّبب ظهر إلى السطح في السنين الأخيرة ولم يكن ظاهراً منْ قبل، والدليل -أختنا الكريمة- هو في صدر الحديث الذي أوْرَدْت عجزه.. (تنكح المرأة.. ..) هذه واحدة.
وَهناك أثر يقول بأن أعرابياً مرّت به امرأة موفورة الجمال فقال: (وَيْح من كانت هذه تحته) فالتفتت إليه قائلة: (ياهذا.. لعلّ الله نظر في حسناته فكافأه بي، وَنظر في سَيئاتي فكافأني به) وفي روَاية أخرى أنها كانت موفورة الجمال وكان زوجها موفور الدمامة.
- لماذا وَسَمْتِ (الأعزب) ب (العازب)؟
- وفي قولكِ: (وها أنا ذي قرأت في ركن الإرشاد) لماذا جَرَرْت (ذي)؟
الأخت التي عرضت مشكلتها في ركن الإرشاد، بالطبع إن كانت صَادقة فيما زكّت به نفسَها {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} (32) سورة النجم
أقول إن كانت - وَإن شاء الله تكون- فعليها- وَمَن عَلى شاكلتها- بالصبر وَالتأني وَلن يخيّب الله لهنّ رجاءً والله تعالى يقول: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} (10) سورة الزمر.
يَبدو -أختنا هيفاء- أنك تقصدين بمشاركتك توجيه رسالة لحالة معيّنة فجزاك الله خيراً، وَجعَلَكِ - وإيانا- ممّن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه.
وَختاماً.. أؤكد لكِ حكمتين تقولان: (إذا أردت أن تطلع فعليك بالمستطاع)، (الدليل إذا تطرّق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال).
أرجو أن يكون قول غيري صواباً يحتمل الخطأ وقولي خطأ يحتمل الصواب.
إلى الأستاذة أميمة الخميس
التعريف المحدد شرعاً للفقراء أنهم هم الذين بلا دخل أو عائل - كما ورد في سؤالك الثاني، بدليل أنّ الله تعالى جعلهم في مقدمة الأصناف الثمانية {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء....} أمّا التعريف الاقصادي فمن المؤكد أنه يختلف من مجتمع لآخر حسب المستوى المعيشي ومتوسط دخل الفرد فيه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حمدين الشحّات محمد /بريدة |