Wednesday 11th February,200411458العددالاربعاء 20 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تعقيباً على فوزية النعيم تعقيباً على فوزية النعيم
كنت أتمنى ألا يأتي مثل هذا اليوم

قرأت ما كتبته الأخت فوزية النعيم في عدد الجزيرة 11445 تاريخ 7 من ذي الحجة 1424هـ على صدر العزيزة والذي كان بعنوان لا بد من إنشاء لجنة عليا لحماية حقوق الوالدين.. طالبت فيه الأخت بإيجاد لجنة عليا لحماية الوالدين من عقوق أبنائهم وكان ذلك على استحياء فقد قالت (حقيقة أتحسر وأنا أقترح مثل هذا الاقتراح وأتمنى أن مثل هذا اليوم لم يأت الذي نطالب فيه بحماية الوالدين من أبنائهم...) ومن هنا ومن هذا المنطلق أقول فعلا انه أمر يندى له الجبين ويخجل منه كل مسلم شهم كريم في قلبه ذرة من إيمان.. أمر لا يريد أحد أن يصدقه أو يعقله خصوصا ونحن في مجتمع مسلم يفترض فينا البر والتقوى إلى رد الجميل بما هو أجمل منه وخصوصاً إلى ومع أقرب المقربين لنا.. بدلا من أن نطلب من أناس آخرين أن يتدخلوا ولماذا؟ لكي ينقذوا الأم أو الأب من قبضة أبنائهما الحديدية.. بصراحة نحن لا نحتاج لجنة أو جمعية كهذه ولا أدري في الحقيقة ماذا بقي من جمعيات لم نطالب بها.. جمعية لحماية الأبناء من آبائهم، وجمعية لحماية الآباء، وجمعية لحفظ حقوق الإنسان المسلم وكأن الدين الإسلامي لم يحفظ له حقوقه كاملة شريطة التطبيق الفعلي لكل ما يضمن للفرد حقوقه ولكننا لم نطلب ذلك إلا عندما تزعزع فينا الوازع الديني وضعف مطالبنا بكل هذه اللجان أو الجمعيات ولو طبقنا أحكام الدين كما أسلفت لما احتجنا لكل هذا..حتى جمعية المحاماة والدفاع عن المظلوم يفترض أن لا يكون لها وجود خصوصاً وان الشخص يستطيع الدفاع عن نفسه في ظل تواجد العدالة والمبادئ الإسلامية العظيمة في هذا البلد الطيب.. للأسف نريد كل هذا ولا نعرف أنه لو طبقنا أحكام الشريعة السمحة وآدابها العظيمة في التعامل مع الآخرين وربينا أبناءنا على ذلك فلن نحتاج أبداً إلى وصي قد يستغل ظروفنا أسوأ استغلال ....يفترض أختي الفاضلة ان تكون جمعياتنا هي وازعنا الديني وإيماننا الحق وتكافلنا العظيم ومسؤولياتنا المشتركة وتربيتنا الحسنة وضمائرنا الحية وإنسانيتنا المنسية والخوف من الله.. نحن فعلا نحتاج إلى جمعيات كثيرة ولكن ليس كمثل هذه ولا نريد أن نقلد الغرب والذين لا يعترفون بدين أو روابط أسرية أو اجتماعية أو حتى قرابة وإنما المصالح الشخصية هي التي تحكمهم وتحكم علاقاتهم مع بعضهم البعض فالدنيا المنسية والخوف من الله.. نحن فعلا نحتاج إلى جمعيات كثيرة ولكن ليس كمثل هذه ولا نريد أن نقلد الغرب والذين لا يعترفون بدين أو روابط أسرية أو اجتماعية أو حتى قرابة وإنما المصالح الشخصية هي التي تحكمهم وتحكم علاقاتهم مع بعضهم البعض فالدنيا لديهم هي كل شيء ولا ينظرون لهدف أخروي ولهذا لا مانع لديهم أن يقتل الابن والده أو الأخ أخاه إذا رأى انه سيكون مجر عثرة في طريق سعادته المزعومة.. نحن نريد جمعية فعالة لمرضى السرطان شفاهم الله ونريد جمعية نشيطة لأطفالنا التوحيديين حماهم الله وجمعية أخرى أكبر همة للإرشاد الزواجي وجمعية مهمة جداً لمرضى (الثلاسيميا) وفقر الدم المنجلي الذي فتك بأبنائنا وبناتنا وقد قرأت منذ فترة تحقيقا عن هؤلاء المرضى في هذه الجريدة ينقطع له القلب حسرة وألما وتدمع له العين دما بسبب الإهمال الذين يعانون منه.. أختي الفاضلة نريد جمعيات للمطلقات والأرامل والعوانس وللشباب العاطل وغيرالمسؤول هذا وغيره الكثير مما نحتاج لنساهم في حل الكثير من مشاكلنا الاجتماعية والأسرية.. أيضا يا رعاك الله نحن بحاجة ماسة إلى مدرس ومدرسة تعلم التلميذ كيف يحترم والديه وتزرع فيه منذ الصغر بذور الحب والولاء والرحمة، نحن بحاجة فعلا إلى مدرسة تهتم كثيراً بالجانب التربوي الغائب اهتماماً كبيراً كما تهتم بالتلقين نحن بحاجة إلى مرشدين أكفاء وتعاون تام ما بين المدرسة والمنزل، نريد ندوات، محاضرات، نريد مسجداً يقوم بدوره على أكمل وجه كما كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.. وأخيراً نحن فعلاً بحاجة ماسة إلى لجنة أو جمعية أسرية داخل المنزل من الرجال العقلاء الحكماء ومن النساء العظيمات وكل من له صلة بتلك الأسرة.. نحن بحاجة إلى هذه الجمعية ولو بشكل دوري أو التدخل في الوقت المناسب للإرشاد والتوجيه وفض أي نزال يحدث داخل الأسرة في حينه بدلا من تطوره وحدوث ما لا تحمد عقباه فهل هذا ممكن؟ فلو حصل هذا الأمر عندها سيكون (زيتنا في دقيقنا) ولن ينشر غسيلنا على الملأ خصوصا وأننا مجتمع منغلق على ذاته لنا عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا وقيمنا الخاصة بنا وبثقافتنا ناهيك عن الخجل الذي يمنعنا في كثير من الأحيان عن الإفصاح عمّا نعاني حتى لو كان فيه شقاؤنا وربما حتفنا. هل تتصورين أختي الكريم ان تقف أمٌ أمام لجنة أو جمعية حقوق الآباء وقد شج رأسها والدماء تسيل منه ..فتسأل من فعل بك هذا ؟فتشير إلى ابنها وتقول هذا.. والله إنه لمنظر يتقطع له الفؤاد.. أخيراً صدقيني ليس هناك من ابن يعتدي على والديه إلا أن يكون مدمن مخدرات أو مريضاً نفسياً أو عقلياً لا يدرك ما يفعل أو أنه يعيش في أسرة منحلة مفككة وهذه النقطة هي سبب الكثير من المشاكل.. وإذا لم يكن أحد هؤلاء الثلاثة فهو بالتأكيد يرد ديناً لأجداده على آبائه أو جزءاً من دَين قديم.. ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: ما تفعلونه لآبائكم يفعل لكم أبناؤكم.. وسؤال أخير أختي الفاضلة يفرض نفسه.. يا ترى من يحمي الأبناء من عقوق الوالدين وكيف؟!

عبدالرحمن عقيل حمود المساوي
إخصائي اجتماعي
الرياض 11768 - ص.ب 155546


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved