بالأمس القريب فقدنا أعز عزيز على نفوسنا الأب الحاني والعم الغالي صاحب السجايا الكريمة والخصال الحميدة عميد الأسرة الشيخ الفاضل. يوسف بن محمد الحمود الذي وافاه أجله وقد كرمه الله بحسن الخاتمة, لقي ربه وخالقه ومولاه في بيت من بيوت الله بعد أداء صلاة الظهر في تلك البقعة المباركة, لقي ربه نقياً طاهراً فهنيئاً له فإنها والله بشرى بالفوز بالرضا من المولى جلّ وعلا.
رحمك الله يا من قلَّ الزمان أن يجود بمثلك, لقد بكى عليك الصغير قبل الكبير والقريب قبل البعيد, لقد كنت فينا نعم المربي ونعم المعلم, كنت مدرسة في الجود والكرم ومحاسن الأخلاق تركت فينا حب الضعفاء والمساكين والأرامل والأيتام.
تعلمنا من سجاياك الكثير فأنت أب للجميع ،تعلمنا منك طيب الكلام وصلة الأرحام والتآخي والمحبة وحسن الصحبة والألفة. لقد جمعت شملنا وألَّفت بين قلوبنا, فقلبك وعاء المحبين وصدرك يبتهج فرحاً وسروراً بالزائرين ودارك عامرة بالآخرين.
فرحمك الله رحمة واسعة وجعلك في عليين.
لقد جعلك الله ممَّن طال عمره فنسأل الله أن تكون ممن حسن عمله وارتفع ذكره.
لقد فضلك الله وأكرمك بعمارة المحراب فهنيئاً لك هذا العمر المديد والعمل السديد.
لقد كنت تنادي (حي على الفلاح) أكثر من عشرين عاماً وهاأنت تفوز اليوم بالفلاح برحمة الله بإذن الله.. فطوبى لك هذه السعادة.
لقد أكرمك الله بمحبة خلقه, وهذا مؤذن بمحبته لك, فإن الله إذا أحب عبداً جعل له القبول في الأرض.
كل لسان يلهج لك بالدعاء ويبتهل إلى الله ويناجيه بأن يجعل الفردوس الأعلى مأواك وتفوز برضا مولاك, اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة وأسكنه جناتك جنات النعيم, إن لله وإنا إليه راجعون وإنا لفراقك ياعم لمحزونون.
|