معلمات مادة الحاسب الآلي في المرحلة الثانوية يعانين من جراء تحويل مادتهن إلى نشاط وقد يستغرب المرء هذا التحول دون ابداء سبب لأن المطلع على سير العملية التعليمية في بلادنا يلاحظ أن هناك تسارعا من أجل اللحاق بركب الآخرين في مجال تقنية المعلومات فبدأ الاهتمام بتعليم الحاسب الآلي وعقدت الندوات والاجتماعات وأقرت المشاريع وبدأ تنفيذ بعض البرامج للنهوض بتعليم الحاسب الآلي في مدارس التعليم العام فأدخل في مدارس تعليم البنين الثانوية كمادة أساسية منذ عدة سنوات وبدأ التوسع فيه في الوقت الحاضر ليشمل جميع المراحل مع اعتبار تعليمه في المرحلة الثانوية مساوياً لتعليم بقية المواد من حيث العناية والاهتمام..
ومن هذا المنطلق من حق تعليم البنات أن ينال هذا الاهتمام والعناية لا شك أنه بدأ تدريسه في الصفين الثاني والثالث الثانوي منذ عامين ولا ننكر وجود المعامل في معظم مدارس البنات ووجود الكتب ووجود المعلمات المؤهلات ولكن ما بقي هو مراعاة من يقوم بتعليم هذه المادة لأنهن مثل بقية المعلمات لهن حقوق وعليهن واجبات ولديهن إحساس فهن بشر يتأثرن من الطريقة التي عوملت بها المادة هذا العام وحولت إلى نشاط هذا التحويل وإن حفظ للمعلمة حقها ولكنه أفقدها معنوياتها في البيئة التعليمية التي تحيط بها ساعد ذلك عدم إدراك بعض منسوبات التعليم أن المادة ما تزال كما هي وأنها تدرس في حصتين متتاليتين أسبوعياً وأنه مطلوب من المعلمة استكمال المنهج بجانبيه العملي والنظري وأنها تقوم بذلك كاملاً وتقوم بما يسند إليها من اكمال نصابها في مدارس أخرى وتأخذ نصيبها من الريادة والنشاط والاشراف والانتظار المخصص لها ومع ذلك ينظر إليها من قبل البعض على أنها معلمة لا تعمل لأنه في اعتقادهن أن المعلمة إن لم يكن بيدها درجات فهي معلمة مهمشة في محيطها التربوي ومن الأفضل استغلالها في جوانب أخرى قد تؤثر على عملها الأساسي والذي من أجله تم تعيينها.
ومن المعلوم أنه قد يوجد من المعلمات من يرغبن في اعتبار المادة مادة نشاط حتى لا يعطينها القدر الكافي من التحضير والمتابعة ووضع أسئلة للاختبار وتصحيحها فمن ترغب في تحويلها إلى نشاط إنما ترغب في الراحة والنظر إلى مصلحتها هي فقط وهذا يجب ألا يوجد في معلمة أجيالنا الذي بدأنا العدة لإعداده إعداداً علمياً وتقنياً فإذا لم يكن هناك عناية لن يكون هناك نتائج مرضية ولن يكون هناك نتائج مرضية، إلا بالاهتمام بالمادة وبمن يقوم بتعليمها.
نأمل من وزارة التربية والتعليم إعادة النظر في تعليم هذه المادة بتعليم البنات ومساواتها بتعليم البنين على أن يدرك الجميع في تعليم البنات أن معلمة الحاسب الآلي هي معلمة مثل بقية المعلمات لها ما للمعلمات الأخريات وعليها ما عليهن دون زيادة أو نقص حتى يمكن لهذه الفئة من المعلمات أن يؤدين عملهن في جو تعليمي وتربوي هادئ بعيداً عن المنغصات التي تؤثر على عملها الأساسي ومساواة المادة نفسها ببقية المواد من حيث العناية والاهتمام.
|