Wednesday 11th February,200411458العددالاربعاء 20 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

العيد في حياة الأمة العيد في حياة الأمة
منصور إبراهيم الدخيل/مكتب التربية العربي لدول الخليج

إن سعادة الإنسان في هذه الحياة هي تفاعله مع قيمه وبدونها سوف يكون خالي الوفاض لأنه تنكر لها وجعلت منه إنساناً أنانياً لأنه جرد عقله منها والأمة في حاجة إلى أبنائها الذين يستشعرون رسالتهم تجاهها فالمحبة والسلام والتآخي هو مطلبها بالرغم من الظواهر التي طغت على نمط الحياة عند الكثير من الناس الذين استسلموا لها وعاشوا تحت مؤثراتها، ولكن القيم شرعت للناس الكثير من التأملات ومراجعة النفس فالعيد يعتبر فرصة مواتية لرسم مظاهر البهجة والفرحة بين الناس ونسيان كل أسباب الفرقة والتشتت وخصوصاً في مجتمعنا الإسلامي الذي يستنير بقيم الإسلام الخالد لأن العيد أتى بعد مشوار طويل في الفسحة مع الله، ومن هنا تمت الفرحة بأن الله وفق هذه الأمة في أداء هذه المشاعر التعبدية التي من خلالها تتم ترجمة ما تم ممارسته من روحانيات تسمو بسلوك الفرد إلى نشر الفضيلة والمحبة بين الناس فهذا القرآن الكريم الذي نستمتع بقراءته وسماعه منصب على سلوك الإنسان الذي يحقق له الاستمتاع بهذه الحياة وأن يكون إنساناً فاعلاً في بيته ومجتمعه وأمته وأن يرسم للإنسانية صورة الحياة المثلى التي أرادها الله لها، وصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ترجموا ذلك في فهمهم الصحيح له وكان منهجهم في ذلك أن يتعلموا آياته ويطبقوها في حياتهم كلها، فلهذا عم المجتمع الإسلامي في تلك الحقبة العدل والمساواة والمحبة {وّيٍؤًثٌرٍونّ عّلّى" أّنفٍسٌهٌمً وّلّوً كّانّ بٌهٌمً خّصّاصّةِ } يتسابقون إلى عمل الخير كل ذلك في سبيل خدمة الأمة واليوم نحن في حاجة إلى أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة البهجة للعيد ومسح جميع الصور الخاطئة التي تكدر صفوه وهذا لا يتم إلا من خلال قراءة جادة لسيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام؛ لأن مظاهر العيد في وقتنا الحاضر معظمها تنحصر في المظهرية والجوانب المادية فتفكير معظم الناس في اللباس الأنيق وما يقدم من أنواع الأكل والحلويات المتنوعة، ويسبق ذلك الاهتمام بالبيت وتكملته من جميع النواحي من ديكور وفرش وخلافه علماً بأن هذه الأمور من المباحات ولكنها يجب ألا تطغى على أهداف العيد الحقيقية التي أشرت إليها في ثنايا هذه المقالة علماً بأننا نعيش في عصر غربة الإسلام ولكن هذا لا يغلق الباب أمامنا من إعادة دورنا الريادي والإنساني في هذه الحياة، هذا ما نرجوه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved