عن دار العلم للطباعة والنشر بجدة صدر حديثاً كتاب (هذه بلادنا) وهو من إعداد دار الصحراء السعودية للنشر والتوزيع، والكتاب هو من مطبوعات وزارة الإعلام السعودية.
تصدّرت الكتاب مقدمة بقلم الأستاذ علي الشاعر وزير الإعلام السابق جاء فيها: هذه بلادنا.. نقولها لمن زارنا قبل سنوات، طالت أم قصرت ويأتي اليوم لزيارتنا، فيرى بنفسه، ويقارن وحده، بين ما رأى من قبل وبما يرى اليوم ليدرك بعد ذلك ان الوثبة التنموية قد شملت البلاد من أقصاها إلى اقصاها، وهي وثبة شاملة، تناولت بناء الإنسان، أول ما تناولت، ثم امتدت الى كافة مرافق الحياة دون استثناء.. ولعل من الضروري ان اوجه عناية القارىء الكريم الى ان ما سيطلع عليه في هذا الكتاب، ما هو إلا إيجاز مركز لبعض ما فعلت به وثبتنا الحضارية، ذلك أن التطور التنموي مستمر دون توقف.
شيء من التاريخ
تحت هذا العنوان نقرأ في الكتاب عن نشوء شبه الجزيرة العربية، وعن بعض آثارها الخالدة حيث (أسفرت الدراسات الأثرية عن أن عهد الاستيطان البشري في الجزيرة العربية يعود إلى أكثر من أربعمائة قرن، ودلت المستوطنات الأثرية المنتشرة في المنطقة الشرقية من المملكة على ان العهد بها يعود إلى أكثر من الفصام قبل حضارة سومر وبات كثير من العلماء الأثريين يميل إلى الاعتقاد بأن الجزيرة العربية هي المهد الأول للساميين).
ثم نقرأ في الكتاب عن أهم حدث وقع في التاريخ البشري وهو (في شهر رمضان من العام الثالث عشر قبل الهجرة (611م) أنزل الله تعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أولى سور محكم التنزيل، حيث كان صلى الله عليه وسلم يتعبّد في غار حراء وبذلك أشرق نور الإسلام).
ثم يمر الكتاب مروراً سريعاً على كافة المراحل التاريخية التي مرت بها شبه الجزيرة العربية وصولاً الى ظهور آل سعود على مسرح التاريخ، وكان آل سعود من الأُسر الحاكمة في شبه الجزيرة العربية منذ أقدم الأزمان، فأحد أجدادهم الأوائل هو الأمير مانع، مؤسس مدينة الدرعية التي عرفت دائما في التاريخ بأنها عاصمة آل سعود وقد اختلف مدى مناطق نفوذ أمراء آل سعود منذ ذلك التاريخ، فتارة يتسع ويمتد حتى يشمل أجزاء بعيدة عن الدرعية وتارة يقتصر على بعض المناطق التي تحيط بعاصمتهم.
على أن مؤرخي أنساب أئمة آل سعود منذ ان اصبحوا قوة مؤثرة في الأحداث يبدؤون عادة بالإمام سعود بن محمد بن مقرن المتوفى عام (1137ه -1725م)، وينسبون البيت السعودي إليه.
وقد خلف الإمام سعود بن مقرن أربعة أبناء هم: محمد، ثنيان، مشاري، فرحان).
ثم ينقلنا الكتاب إلى الأئمة السعوديين المتعاقبين وهم الإمام محمد بن سعود والإمام عبدالعزيز بن محمد، والإمام سعود بن محمد، والإمام عبدالله بن سعود، والإمام فيصل بن تركي، والإمام عبدالرحمن الفيصل، مسلطا الضوء على الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي سادت في فترات حكمهم.
جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود
ثم يصل بنا الكتاب إلى أهم مرحلة في تاريخ شبه الجزيرة العربية وهي مرحلة خروج الملك عبدالعزيز لفتح الرياض وبدء مرحلة التوحيد المتتابع لشبه الجزيرة العربية في شوال 1319هـ ـ 15 يناير 1901م.
ويوجز لنا الكتاب انتصارات الملك عبدالعزيز المتوالية ومراحل توحيده لشبه الجزيرة العربية كما يلي: (انضمام عنيزة اليه 5 محرم 1322ه 23 مارس 1902م معركة البكيرية: غرة ربيع الاول 1322ه 16 مايو 1904م، معركة الشنانة في 18 رجب 1322ه 29 سبتمبر 1904م، معركة روضة مهنا، وهي إحدى المعارك الحاسمة في 18 صفر 1324ه، 14 ابريل 1906م، معركة الطرفية في 5 شعبان 1907م، انضمام بريدة اليه في 20 ربيع الآخر 1326ه 23 مايو 1908م، انضمام الأحساء اليه في 5 جمادى الأولى 1331ه 13 أبريل 1913، معركة جراب في 7 ربيع الأول 1333ه 24 اكتوبر 1915، معركة تربة، وهي إحدى المعارك الحاسمة في 25 شعبان 1337ه، 25 مايو 1919م، انضمام عسير إليه في شوال 1338ه يوليو 1920، انضمام حائل إليه في 29صفر 1340ه، 2 نوفمبر 1921م، انضمام الطائف إليه في 7 صفر 1343ه، 7 سبتمبر 1924م، انضمام مكة المكرمة في 18 ربيع الأول 1343ه، 18 أكتوبر 1924م، انضمام المدينة المنورة في 19 جمادى الاولى 1344ه، 4 ديسمبر 1925م، انضمام جدة في 6 جمادى الآخرة 1344ه، 22 ديسمبر 1925م).
ثم نطالع عن حكمة الملك عبدالعزيز في ممارسته الحكم وتطبيقه لشريعة الله أولاً وتحقيقه لمعجزة الأمن التي كانت تفتقدها شبه الجزيرة العربية المترامية الأطراف وتوطينه للبدو ومحاولاته لبناء تضامن إسلامي فعّال.
ثم يبحث الكتاب في الخطوات التطورية لأبنائه البررة وصولا الى مرحلة جلالة الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وهي المرحلة الحالية.
ثم يقدم لنا الكتاب معلومات عن موقع وسكان وحدود وسواحل وتضاريس ومناح ودستور وعلم وشعار المملكة العربية السعودية.
ثم يُعرّفنا الكتاب بأهم مدن المملكة وفي طليعتها (الرياض) العاصمة.
الرياض
يسلط الكتاب الضوء على الوثبة العمرانية في مدينة الرياض، (في ظروف الازدهار الاقتصادي الذي عاشته البلاد في مطلع القرن الهجري الخامس عشر، والعناية التي أولتها الدولة لتطوير المدن والقرى، والقروض التي قدمتها صناديق التنمية العقارية والصناعية والزراعية وغيرها.
وقد قامت الوثبة العمرانية على عدة أسس، أولها منح الأراضي التي قدمتها الدولة لعشرات الآلاف من المواطنين دون مقابل، وثانيها القروض الميسرة التي تقدمها الدولة لمن يرغب في بناء مسكن، ونتيجة لهذا التوسع العمراني، ظهرت أحياء جديدة في الرياض وهي: العريجاء، ولبن، والقادسية، والقيروان، وحطين، والأمانة، واليرموك، والشمال، واسكان منسوبي الجامعات وغيرها).
ويعدّد الكتاب بعض معالم الرياض الحضارية، ومنها مطار الملك خالد الدولي وجسر الخليج، والمجمع التلفزيوني، واستاد الملك فهد الدولي، والحي الدبلوماسي، ومبنى وزارة الخارجية، ومشروع تطوير منطقة قصر الحكم، وحديقة الحيوان، والمدينة الصناعية.
وفضلاً عن (الرياض) العاصمة يُسلط الكتاب الضوء على كافة المدن ومعالمها الحضارية والبيئية والتاريخية في المملكة العربية السعودية.
|