تتوافق تحركات عدة عالمية باتجاه استئناف مسيرة السلام ، عبر تنشيط مبادرة خريطة الطريق التي تتولاها اللجنة الرباعية والتي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا.
ففي منتصف الشهر الجاري (فبراير) يبدأ سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل جولة أوروبية تبحث في التنسيق العربي الأوروبي المشترك لإعادة تفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط من خلال عقد اجتماع للجنة الرباعية..
وكانت هذه اللجنة محور اللقاء الذي تم قبل يومين بين رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع ونظيره الأيرلندي، حيث رأى قريع أن اللجنة مطالبة بمواجهة الموضوع الساخن في المنطقة وهو جدار شارون العنصري داعياَ إلى التحرك ضد هذا الجدار (وإلا فإن فكرة الدولة الفلسطينية ستكون مهددة).
واكتسب التحرك باتجاه تفعيل خارطة الطريق المزيد من الدعم من خلال تجديد الولايات المتحدة تمسكها بهذه الخطة في معرض تعليقها الرافض لخطة شارون للانفصال، مشيرة إلى أنها ليست مستعدة للتخلي عن خطة خارطة الطريق وإحلالها بما يسميه رئيس الوزراء الإسرائيلي بخطة فك الارتباط..
ويبدو ان استئناف العمل بخارطة الطريق يكتسب زخماً دولياً متزايداً ويحظى بإجماع يستوجب ترجمة هذه النوايا إلى عمل محسوس على أرض الواقع..
ومن المهم هنا الإشارة إلى أن جدار شارون العنصري يشكل عنصرا مهماً ينبغي مواجهته قبل الانتقال إلى الخطوات المتضمنة في خارطة الطريق، فالجدار يشكل عائقاً رئيسياً لابتداء أية تسوية أو مباشرة أي تحرك للسلام..
وإذا كانت الولايات المتحدة ترغب في رؤية نتائج إيجابية لعمل اللجنة الرباعية المشرفة على خارطة الطريق؛ فإنها تستطيع تمهيد الأرضية الصالحة لذلك من خلال إجبار شارون على إلغاء هذا الجدار الذي يقتطع 58% من أراضي الضفة الغربية ، ولا يترك مساحة لتقام عليها الدولة الفلسطينية التي هي بند أساسي في خريطة الطريق.
|