Wednesday 11th February,200411458العددالاربعاء 20 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

قصة إنجاز عظيم ..وإعجاز حققته عزائم الرجال قصة إنجاز عظيم ..وإعجاز حققته عزائم الرجال

* نجران - أحمد معيدي:
لكل منجز عظيم قصة أعظم ورجال وقفوا خلفه حتى تحقق للجميع ما أرادوا ومشروع جلب المياه الصالحة للشرب من قلب الصحراء إلى منطقة نجران بكل تكلفته الضخمة ومسافته الشاسعة لهو أولى بأن يلقى عليه الضوء لمعرفة قصة هذا الإنجاز من أول حرف وإلى أن أصبح الحلم حقيقة والحقيقة طموحاً لإنجازات أخرى توازي هذا لإنجاز الذي لم يكن وليد لحظته بل هو خلاصة جهد ومثابرة تحولت إلى حياة فيما تجدر الإشارة إليه أن صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران ما إن باشر مهام مقاليد إمارة المنطقة واتضح لسموه ما تعانيه منطقة نجران من قلة مخزون المياه ونضوب الآبار فقد وجه بإعداد الدراسات العاجلة عن مشاكل المياه اتضح أن حوالي 60% من سكان منطقة نجران يعملون بالزراعة ويعتمدون اعتماداً كلياً في ري مزارعهم من آبار ضفتي وادي نجران الذي يعتبر المصدر الأساسي والوحيد للمياه.
ونتيجة التوسع الزراعي والزيادة الكبيرة في عدد السكان وزيادة القطاعات الأخرى التي تحتاج إلى استهلاك كميات إضافية من المياه فإن التوسع في كل ذلك أدى إلى ظهور العجز الواضح وبشكل متزايد الأمر الذي يحول دون إمكانية توفير تلك الكميات الهائلة من المياه التي تستنزف منه يومياً وينعكس سلبياً على القطاع الزراعي الذي تقدر المساحة المستغلة للإنتاج الزراعي بوادي نجران بحوالي عشرين ألف هكتار تشتمل على ما يقارب أربعة آلاف قطعة زراعية في المخططات الزراعية كما أوضحت الدراسات ما يلي:
1- معدل الضخ لجميع آبار وادي نجران = 295 مليون م3 / سنة
2- المياه العائدة إلى الخزان بحوض الوادي = 59 مليون م3 / سنة
3- التغذية في السنة لوادي نجران = 98 مليون م 3 / سنة
4- مجموعة المياه العائدة + معدل التغذية السنوية =59+98=157 مليون م3 / سنوياً.
5- المياه المستنزفة / سنة = 295-157=138 مليون م3 / سنة
ومن هنا نشأت الفكرة لدى صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران حيث تبادرت إلى سموه فكرتان..
الأولى: الرفع لولاة الأمر بطلب اعتماد مشروع لجلب المياه من الربع الخالي.
الثانية: جلب مياه الشرب عن طريق تحلية المياه من جيزان.
وقبل تلك الخطوة طلب سمو أمير نجران بسرعة حفر آبار اخبيارية في الربع الخالي للتأكد من جدوى طلب مشروع جلب المياه من الربع الخالي وفعلاً تم حفر أربعة آبار اختيارية وثبت نجاح الفكرة وتبلور التصور عن إيجاد مصدر آمن لمياه الشرب لمدينة نجران من الربع الخالي شرق مدينة نجران بحوالي مائتي كيلو متر في الوجيد حيث تم الحصول على ما كان يفكر فيه سمو أمير منطقة نجران حيث تأكد لسموه من خلال الاختبارات والدراسات من قبل المختصين بأنه سيكون المصدر المطمئن الذي منه تستطيع مدينة نجران الحصول على كميات كافية من المياه وإثبات جدوى استغلال ذلك المصدر كمشروع مستقبلي للمياه لمدينة نجران وتم الرفع لمقام سمو وزير الداخلية لطلب رفع الموضوع لمقام وزير الداخلية فكرة المشروع وتم رفعه لمقام خادم الحرمين الشريفين حفطه الله للتوجيه بما يراه النظر الكريم حيال اعتماد المشروع الذي أيد سمو وزير الداخلية فكرته. وتم رفعه لمقام خادم الحرمين الشريفين الذي وجه حفظه الله معالي وزير المالية باعتماده المشروع وإعطائه الأولوية نظراً لأهمية المشروع الذي يشمل حفر الآبار وتمديد خطوط النقل ومحطات ضخ المياه.
كما يشار إلى أن سمو أمير منطقة نجران قام بزيارة لمعالي وزير المياه والكهرباء الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي عند مباشرة معاليه لمهام عمله وزيراً للمياه و الكهرباء لمناقشة الموضوع وإيضاح أهميته ولمتابعة ما تم حول اعتماد المشروع.
وتنفيذاً للأمر السامي الكريم فقد وصل للمنطقة فريق فني من وزارة المياه ووقف على موقع حفر الآبار الواقع شرق نجران (النقيحاء) على بعد 150 كم تقريباً بمساحة 20 كم * 15 كم والذي سبق وأن حفرت فيه الآبار الاختيارية للمشروع وتحديد موقع خزان تجميع المياه شرق مدينة نجران على طريق شرورة وتحديد موقع محطة تنقية المياه أيضاً.
ألم أقل لكم إنها قصة إنجاز عظيم يجب أن نقف أمامها ملياً وأن تخلد في ذاكرة كل فرد منا وفي ذاكرة كل الأجيال القادمة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved