خيط رهيف بين الممكن وغير الممكن!
بين السراب والماء!
بين صمت قبولٍ، وصمت رفضٍ!
كيف يتجاسرُ الإنسانُ كي يقفزَ هذا الرَّهفَ، ويكونُ في معيَّة أحد الطرفين؟!
إمَّا للإيجاب أو للسَّلب؟!
ربَّما تحتاج هذه الرِّحلة الفكرية إلى عمقٍ أكثر من مجرد حركة تجاوز سريعة كلمح البرق!!
حالنا في هذا الوقت أن نضع سؤالاً كبيراً بحجم غصن الوردة في أيدي الشباب العربي على شاشة (النجم الأكاديمي).. ما الذي نريد؟! وهذا الغُثاء والشَّحن الوبائي في عروق فكر شباب الأمَّة تبثُّه، وتبذل له، وتحرِّض عليه كوامن الأوجاع أو كما قيل الهمّ العربي..
إي وربّي.. لقد شاءت لي الصُّدف وحدها أن أزجَّ في مجلس تسمَّرت أمامه قامات من الشباب بجنسيه في أسرة وأكثر يتابعون..؟؟؟
خيطٌ رهيف بين السَّراب والماء!!
بين الأمل وحطامه..!!
بين الوقوف شنقاً، والوقوف عزاً!!
بين السقوط فداءً، والسقوط ذُلاً
كيف يتجاسر إنسان همُّه الكلام؟! وما أكثر روافد بحوره التي أفسح لها العربي في خارطته الزَّمنية والمكانية؟
أيُّ طَرَفَيْ الحدِّ سيؤول إليه جيلٌ تجلده صرخة مربٍّ، وتسحقه تربية مدلّلٍ؟..
أيُّ طَرَفَيْ الحدِّ سيستقرُّ عنده فكرٌ تخالطه الأوهام، ويجافيه النُّور؟!
أيُّ طَرَفَيْ الحدِّ سيصمتُ عنده، أو ينطقُ مآل النّواتج لهذا التراكم الذي يزجّه الإنسان في مكوك حركته وسكنته؟!
وكلُّ الذي يلقيه الكاتبون، والكاشفون، والمتوغِّلون في شغاف الأبعاد إلى أيِّ الحدين من طَرَفَيْ المعادلةِ سيصلون؟
هذا الخيط الرهيف سيتحوَّل إلى مقصلة السَّياف..
فالآن ربَّما تلوح في الأفق تراكمات ما سيسقط من دائرة الحبل
وقد شُنقت في الأمَّة أرواحٌ ليست في أجساد مادية، بل لعلَّها مكمن العمق فيها،
فحين تؤول نتائج (صنع) الإنسان و(حريته) إلى الطَّرف ما بعد الشَّنق فإنَّه الفناء، بينما إن قُدِّر لها أن تبقى عند الطَّرف ما قبل حدِّ الحبل فإنَّها إلى البقاء..
فإلى أين سيؤول الوضع وأوقات الشباب مُهدرة تتابع برامج مريضة، فارغة، هشَّة لا تليق بمثل تاريخ أمَّتهم، ولا بإسلاميتها؟
تلك لعمري معضلة
فكيف التجاسر عليها؟!.
|