تمنيت لو أن كل نساء السعودية أجبْن على أسئلة كثيرة تُطرح عليهن في هذه المرحلة.. تدور كلُّها في نفق يبحث وينقب ويفتش عن إجابة واحدة يريدونها تشي بالضيق ، والتعبير عن الاضطهاد ، والبحث عن الحرية الوهمية والديمقراطية ، وحركات الإصلاح التي تجيء مغلفة بورق (سالوفان) أمريكي الصنعة..
تمنيت لو استطاعت كل النساء ، وبكل جرأة وشجاعة أن يقلبن السؤال إلى سؤال حقيقي أكثر دقة وتأثيراً..
أين حقوق المرأة في فلسطين..؟
ما الذي دفع وردات الحياة في شباب غامر يسبر عروق فتاة لكي تنتحر وتستحيل إلى شظايا متناثرة في طرقات تل أبيب..
ما الذي يُنطق الحجر في تجاعيد وجه امرأة أغتيلت كل بوارق أحلامها مع ابنها الشاب الضاج بالحياة الذي قُتل أمامها..؟!
أين هي حركات الإصلاح من النساء في العراق اللاتي خرجن من قبضة صدام إلى كلاشنكوف الجيش الأمريكي..؟!
* السعوديات يتحدثن عن حقوقهن وسط ضجيج العطورات الباريسية.. وحول أنجرة (الكابتشينو) في المقاهي النسائية الفارهة..
وينقّبن في تعطفات الفراء على أكتافهن عن شعرة بيضاء أو حمراء في رأس المجتمع الذي ينتمين إليه ، وهن اللاتي شكَّلْن بعض اعتواراته ؛ فالأعمال النابهة يصفق لها الجميع..
والتميز والبحث الجاد عن الحقوق يجعلها تجيء حتى لو تأخرت..
وحين تخرج الإصلاحات من رحم الشراكة المجتمعية فإنها أكثر ثباتاً وأكثر أمناً..
* تمنيت لو قلت لكل امرأة سعودية قُدِّر لها أن تكون في محل استجواب وبحث وتقصٍ من الإعلام الخارجي في صحفه ومطبوعاته ، أو في محطاته أن يكن بقدرة د. مي العيسى حين أجابت على مجلة ألمانية قبل نحو عامين أو د. هند الخثيلة في مداراتها مع المحطات الأجنبية وثباتها في الرد والمواجهة مع أسئلتهم الملفقة!
قد يكون لك على وطنك بعض ملاحظات.. وقد يكون لك أحلام عِراض.. تختلف فيها أو تتفق مع الكثيرين..
لكنك حين تشم رائحة الكراهية تنفث من بين الأسئلة تريدك طعماً جديداً تشعل به المزيد من النار تشوي فيها جلد أهلك ووطنك.
يظهر هنا معدنك الحقيقي ، وإحساسك بالانتماء لبلد إسلامي عريق.. وتقول الحق حتى لو أغضبت العالم كله..
* أتمنى من كل امرأة سعودية قبل أن تجيب على مئات الأسئلة التي تطارد الآن الكاتبات والمثقفات أن يدرن دفة السؤال نحو البوصلة التي يهملها العالم بينما يلتفت لنا نحن بالتحديد على الرغم من أننا لم نشكُ له.. فنحن قادرون على حل أوضاعنا بأنفسنا.. ولنا دين أكمله لنا سيد الخلق صلى الله عليه وسلم فلسنا بحاجة إلى استعارة منظمة جديدة وقوانين أخرى لإصلاح حالنا لأن الشريعة أوفتنا حقنا..
أتمنى أن يقال لهؤلاء.. لماذا لا تكون المرأة في فلسطين والمرأة في العراق هي الأحق بالسؤال والاهتمام؟!.
أما نحن فدعونا فلن يعجز رجالنا عن حل مشاكل (نسائنا)!
ولن نعجز عن إيجاد السبل لسد الخلل الحادث في الواقع جراء عدم تطبيق نصوص الشريعة في حقوق المرأة أو فهم الناس لها.
|