* بغداد - د. حميد عبد الله - الإسكندرية - الرمادي - الوكالات:
قتل أكثر من 55 وأصيب 150 آخرون أمس الثلاثاء عندما انفجرت سيارة ملغومة عند مركز للشرطة جنوبي بغداد. وطوقت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة موقع الانفجار بينما هرعت سيارات الإسعاف لنقل المصابين.
وفي الرمادي فجر مهاجم نفسه أمس الثلاثاء خارج منزل شيخ عشيرة تدعمه الولايات المتحدة غربي بغداد مما أدى إلى إصابة أربعة من حرسه الشخصي.
وقال شهود ان المهاجم فجر نفسه خارج منزل عامر سليمان زعيم عشيرة الدليمي في المنطقة ورئيس السلطة المحلية التي عينتها قوات الاحتلال الأمريكي في بلدة الرمادي على مسافة 110 كيلومترات غربي العاصمة العراقية.
وقال شهود عيان ان المهاجم توفي على الفور وأصيب أربعة من حراس الدليمي, بعضهم في حالة خطيرة. وجاء الهجوم في إطار هجمات تستهدف عراقيين ينظر إليهم باعتبارهم متعاونين مع الاحتلال الأمريكي.
وقتل أكثر من مائة في أول فبراير شباط في تفجيرين انتحاريين بمدينة أربيل الشمالية. واستهدف التفجيران مقري الحزبين الكرديين الرئيسيين اللذين يتمتعان بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة.
من جهة أخرى تظاهر آلاف الشيعة صباح أمس الثلاثاء في مدينة النجف في جنوب بغداد تعبيرا عن دعمهم للمرجع الشيعي آية الله علي السيستاني الذي يطالب بإجراء انتخابات مباشرة لتعيين جمعية انتقالية.
وبمناسبة عيد الغدير جاب المتظاهرون الشارع الذي يقيم فيه السيستاني ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها شعارات باللغتين العربية والإنكليزية أكدوا فيها المرجعية من أجل تشكيل جمعية انتقالية حسب إرادة الشعب وندعم المرجعية في مطالبتها بجمعية منتخبة. وقد جاب عشرات آلاف الأشخاص المدينة التي منع المرور في وسطها وتم توزيع مياه معطرة على الحشود. وبينما كان وجود الشرطة مشتتا، تمركز قناصة على سطوح المباني في محيط المتظاهرين حيث وقع اعتداء في آب/أغسطس 2003 أودى بحياة أكثر من ثمانين شخصا بينهم المرجع الشيعي آية الله محمد باقر الحكيم.
ويطالب آية الله السيستاني بان يتم انتخاب أعضاء الجمعية الانتقالية التي ستشكل بحلول 31 أيار/مايو بشكل مباشر. وينص الاتفاق الذي أبرم في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2003 بين التحالف ومجلس الحكم الانتقالي العراقي ويحدد مراحل نقل السيادة قبل نهاية 2005 ، على تعيين أعضاء الجمعية في انتخاب غير مباشر.
وقد وصل وفد من الأمم المتحدة برئاسة المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي السبت إلى بغداد لدرس إمكان إجراء انتخابات عامة سريعة.
وتقول الإدارة المدنية الأمريكية في العراق ان علي السيستاني موجود في مكان آمن في مدينة النجف ويتولى عراقيون مخلصون حراسته.
وقال دان سينور الناطق الرسمي باسم بول بريمر الحاكم المدني في العراق ان القوات الأمريكية (لا تشترك في قوة الحماية التي توفرت للسيد علي السيستاني).
وأضاف (إن عراقيين مخلصين يتولون حالياً حراسة علي السيستاني الموجود حالياً في مكان أمن في مدينة النجف). وكانت وسائل الإعلام قد تناقلت الأسبوع الماضي أخباراً متضاربة حول تعرض السيستاني لمحاولة اغتيال إلا ان مكتبه نفى ذلك.
ولم يستبعد مسؤولون عراقيون ان يجري وفد الأمم المتحدة برئاسة الأخضر الإبراهيمي الذي يزور العراق حالياً مباحثات مباشرة مع المرجع الديني علي السيستاني الذي يرى ان الانتخابات هي الخيار الأمثل لنقل السلطة إلى العراقيين في حزيران/ يونيو المقبل.
وقال الناطق الرسمي باسم مجلس الحكم الانتقالي حميد الكفائي في تصريح صحفي (إن الفريق الأممي لديه الحق في زيارة أي طرف عراقي يراه مهماً ولاسيما سماحة السيد علي السيستاني).
وأضاف (السيستاني واحد من الشخصيات المهمة في العراق التي لا تريد سوى مصلحة الشعب العراقي). وتحظى طروحات السيستاني بتأييد لدى أطراف شيعية واسعة بعضها ممثلة في مجلس الحكم وخاصة ما يتعلق باعتماد مبدأ الانتخابات كأساس لتشكيل المجلس الوطني الانتقالي الذي سيشكل في حزيران المقبل استناداً إلى اتفاق نقل السلطة الموقع بين الإدارة المدنية الأمريكية ومجلس الحكم في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
ويواصل موفد الأمين العام للأمم المتحدة إجراء مقابلات مع التيارات السياسية والحزبية العراقية فقد التقى على انفراد كل من عبد العزيز الحكيم ومحسن عبد الحميد وجلال الطالباني وموفق الربيعي ونصير الجادرجي.
|