*الرياض - ياسر الكنعان - واس:
اعتبر صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وصول بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق إلى العراق تطورا إيجابيا على الساحة العراقية يؤمل أن يسهم في عودة الدور المحوري للأمم المتحدة في العراق.
جاء ذلك في الإيجاز الصحفي الدوري الذي عقده سموه أمس بمقر زارة الخارجية بالرياض حيث استهل سموه الإيجاز ببيان افتتاحي فيما يلي نصه:
يأتي وصول بعثة الأمم المتحدة
لتقصي الحقائق إلى العراق كتطور إيجابى على الساحة العراقية ونأمل أن يسهم ذلك في عودة الدور المحوري للأمم المتحدة في العراق بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم (1511) وأن تتحقق النتائج المأمولة في دعم ومساندة الخيارات التي يرتضيها الشعب العراقي الشقيق في عملية الانتقال السياسي للسلطة من مرحلتها المؤقتة إلى صيغتها الدائمة وفي موعدها المحدد والممثلة لكافة فئات الشعب العراقي وصولا إلى استعادة العراق لوحدته الوطنية وسيادته الكاملة على كافة ترابه الوطني.
ونؤكد في نفس الوقت على أهمية أن تحقق هذه الحكومة الاستقرار الذي يطمح إليه الشعب العراقي سواء على الصعيد الداخلي أو على الصعيد الخارجي في تأسيس علاقات دولية مستقرة يسودها الاحترام والوئام والسلام مع جيرانه والأسرة الدولية.
فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فإن المنطقة تشهد للأسف الشديد نشاطا إسرائيليا محموما لمحاولة تغيير الواقع في الأراضي العربية المحتلة مستغلة إسرائيل بذلك الجمود الذي تشهده عملية السلام. لذلك فإن المملكة ترى أهمية عدم الخضوع إلى هذا الجمود والركون إلى سياسات الأمر الواقع التي تحاول إسرائيل فرضها في الأراضي العربية المحتلة وترمي إلى تقسيم فلسطين إلى كانتونات من خلال استمرارها في بناء جدار الفصل العنصري والتوجه نحو توسيع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة والمضي في دوامة العنف الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
وعليه فإن المملكة العربية السعودية تدعو المجتمع الدولي وعلى الأخص الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل الفوري والحازم للتصدي للسياسات الإسرائيلية الانفرادية التي من شأنها تعريض عملية السلام لمزيد من التعقيدات وتقليص فرص الوصول إلى تسوية سلمية للنزاع.
من جانب آخر تتطلع المملكة إلى نجاح الجهود العربية الرامية إلى تنشيط عملية السلام والمقرر بحثها في الاجتماع القادم للجنة المتابعة
العربية تمهيدا لرفعها للقمة وذلك في إطار مبادرة السلام العربية الشاملة التي أقرتها قمة بيروت.
وانسجاما مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها
الطارئة الصادر في الثامن من سبتمبر لعام 2..3م والقاضي بالطلب من محكمة العدل الدولية إبداء الرأي القانوني العاجل حول النتائج المترتبة على بناء إسرائيل لجدار الفصل العنصري فقد تقدمت المملكة العربية السعودية بمذكرتها القانونية رسميا للمحكمة بتاريخ 27 يناير الماضي وستشارك المملكة بمشيئة الله ببيانها حول موضوع
الجدار العازل عند بداية بحث المحكمة للقضية في الثالث والعشرين من شهر فبراير الجاري.
عقب ذلك أجاب سمو وزير الخارجية عن أسئلة الصحفيين حيث أكد في رده على سؤال عن صحة مزاعم بأن المملكة تلقت طلبا من الإدارة الأمريكية بشأن إلغاء بعض الأجزاء والنصوص من المناهج الدراسية التي تتناول الجهاد قال سموه: (لم يحصل أن
تسلمت المملكة أي طلب من أي جهة خارجية حول مناهج التعليم). وتعليقا على سؤال عن وجود أزمة بين المملكة والجمهورية اليمنية نتيجة لما يسمى (إنشاء عازل خرساني حديدي) أكد سموه أنه ليس هناك أزمة بين البلدين الشقيقين وقال: (لا أدري كيف يمكن وصف الوضع بأن هناك أزمة.. وليس هناك كما ذكرت عازل خرساني بيننا.. هناك بالنسبة للاتفاق (كومة ترابية) كما هو موجود على الحدود الأخرى بين الدول الأخرى.. وهذا الحديث لم نقله نحن فقط ولكن المسؤولين في اليمن ذكروا نفس الشىء).
وأضاف سموه يقول: (هناك اجتماع في جدة بين الفريقين يسير بشكل طبيعي وعادي وودي.. أنا لا أتوقع أن يكون هناك أزمة ولكن أتوقع أن التعاون الكامل سيكون الصبغة الرئيسية لهذا الاجتماع..
كما أن معالي وزير خارجية اليمن أيضا أكد نفس الشئ.. طبقا لما ورد في الصحافة اليوم). وعن توقع سموه لموقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من تسليمها لعناصر القاعدة من السعوديين المعتقلين بها إلى المملكة قال سموه: (إذا كان هناك بوادر من إيران للاستجابة لطلب المملكة العربية السعودية بتسليم السعوديين المحتجزين هناك.. فلم يأتينا شئ رسمي عن هذا الموضوع.. نأمل بطبيعة الحال أن يأتينا شئ عن هذا الموضوع ونعتقد أن الفائدة ستكون للبلدين من هذا الأسلوب من التعاون لأنه حتى في إطار تجميع المعلومات التي قد تهم إيران وتهم
المملكة بدون شك أعتقد أن تسليم السعوديين للمملكة سيكون مؤدياً لهذا الأمر وردا على تساؤل عما تحمله جولة سموه القادمة في عدد من الدول الأوروبية.. وهل ستحمل رسالة معينة من المملكة قال سموه: (في الواقع هي استجابة لدعوات قديمة وبالتالي فإن طبيعة الزيارات ستكون للتحدث حول العلاقات الثنائية.. وهناك مواضيع حية سنتطرق لها عن عملية السلام والوضع في العراق خاصة بعد عودة الأمم المتحدة للعراق وما يمكن أن يقوم من التنسيق بين المجموعة العربية والاتحاد الأوروبى في هذا الإطار وسوف نستشف امكانيات هذا التعاون.. وهذه عموما المواضيع التي سيتطرق لها.
وحول وجود مقترحات سعودية لتنشيط عملية السلام في إطار مبادرة السلام العربية قال صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل: (ذكرت في المقدمة أن الدول العربية مهتمة بتنشيط عمل المبادرة العربية وبالتالي سيكون هناك اجتماع للجنة المتابعة العربية لبحث هذا الموضوع بشكل رئيسي أو بشكل خاص ونقله للأمم المتحدة وأيضا امكانية التعاون الدولي في إحياء المبادرة السلمية عموما.. لأن المبادرة العربية والمبادرة الرباعية التي تتبع خارطة الطريق مكملة لبعضهما في الحقيقة.. فهذه الآمال التي تضعها أمام عملها دول عربية نأمل أن تنجح في مساعيها).
وعن مدى صحة معلومات صحفية حيال بناء منظومة الإلكترونية على الحدود السعودية اليمنية وهي في طور التفاوض مع إحدى الشركات الفرنسية بقيمة تصل إلى (7) مليارات قال سموه: (في الواقع ليس لدي علم بالمشروع الذي ذكرت ويمكنك أن تسأل وزارة الداخلية.. ولكن أنا أعتقد أن البلدين متفقان على ضبط الأوضاع على الحدود حتى لا يكون هناك تهريب.. ولقتل دابر التهريب الذي أصبح مقلقا للبلدين وبالتالي إذا كان هناك مشروع من هذا القبيل لا أدرى عن صحة المبلغ الذي ذكرته ولكن لا شك أن مردوده سيكون للبلدين ولحماية حدودهما وعن فحوى اجتماع وزراء الخارجية لدول جوار العراق الذي سيعقد يوم السبت القادم في دولة الكويت قال سمو وزير الخارجية: (كانت المملكة من الدول التي دعت لقيام هذه المجموعة والهدف منها أن تكون الدول المحيطة بالعراق من الدول المساعدة والمساهمة في استقرار الأوضاع بالعراق خاصة عن طريق عدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق.. وفي جميع البيانات التي صدرت عن المجموعة أقرت الدول المحيطة بالعراق هذا المبدأ وأنه ان لم يكن هناك مساهمة إيجابية لصالح العراق فلن يكون هناك تدخل في الشؤون الداخلية العراقية).وتابع سموه يقول: (الشيء الجديد في هذا الاجتماع هو العراق.. وجود العراق في هذا الاجتماع سيضفي طابعا في غاية الأهمية لأنه سيعطي المجتمعين الفرصة للاطلاع على حقيقة الأوضاع في العراق وعن حقيقة ما يطلبه الشعب العراقي من جيرانه ومن أشقائه وبالتالي ستكون فرصة نادرة وثمينة في هذا الإطار نأمل أن تؤدي إلى تفعيل أداء هذه المجموعة بحيث تكون مساندة للعراق ومساندة للشرعية العراقية ومساندة لاستقلال وسيادة العراق على أرضه).
وتعليقا على موضوع سعي إسرائيل لفتح سفاره لها في بغداد قال سموه: (طبعا فتح السفارات والعلاقات الدبلوماسية من حق السيادة وليس لي أن أعلق على أي شيء تقوم به أي دولة في هذا الإطار.. موقفنا من إسرائيل واضح.. إذا كانت تريد العلاقات الدبلوماسية مع الدول العربية فالمقترح العربى الذي أقر في قمة بيروت يحدد الأسس الحقيقية للتطبيع مع إسرائيل قبل حدوث
السلام.. فأي علاقات تنشئها إسرائيل لا تكون طبيعة.. لأنها كيف تكون طبيعية وهناك علاقات تكاد تكون حرب بين إسرائيل والعالم العربي.. حتى تكون بمعنى التطبيع يكون هناك سلام شامل مع الدول وهذا ما عرضته الدول العربية لإسرائيل بشكل متكامل.. فنأمل وحتى تكون العلاقات طبيعية حقيقة أن تقبل بهذا العرض لأنه في مصلحتها قبل أن يكون في مصلحة طرف آخر).
وعن رأى سمو الأمير سعود الفيصل بتصريحات الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش حول شكل الدولة العراقية المتوقع قال سموه: (لا أدري إذا كان لي أن أعلق على ما قاله الرئيس الأمريكي فهذا رأيه.. بالنهاية القرار في كيفية
ما سيحصل في العراق سيكون للعراقيين وهذا ما قاله الرئيس بوش نفسه.. القرار النهائي حول شكل الدولة العراقية سيكون بقرار من الشعب العراقي).
وتطرق سموه للقمة العربية المقبلة في رده على سؤال عن احتمال تغيير موقع انعقادها وقال سموه (لم أسمع شيء عن تغير مكان أو موعد القمة المقترح).
وأوضح سموه تعقيبا على سؤال عن تحرك سعودي مصري للإعداد للقمة العربية بأن التنسيق دائم مع الشقيقة جمهورية مصرالعربية مبرزا سموه الدور الذي تقوم به مصر في العالم العربى مما يتطلب التنسيق المستمر معها من قبل الدول العربية. ونوه سموه بالعلاقات السعودية المصرية واصفا إياها بالعلاقات المميزة مؤكدا أن البلدين حريصان على الاتفاق في وجهات النظر خاصة في الموضوعات البالغة الأهمية مثل تحسين الوضع العربي وعملية السلام في وقال سموه في رده على تساؤل عن لقاء قريب بين القيادتين السعودية المصرية (إن حصل فلن استغرب ذلك وأن لم يحصل فلن يقلل من التنسيق).
وفي أجابته عن سؤال أوضح صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل رأيه بما ذكره مسؤولون أمريكيون حول مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط قائلا: (كلمة الشرق الأوسط واسعة إذا كان فهمنا لمعنى هذا هو كما يبدو من المغرب العربى إلى الباكستان وأفغانستان.. وهذه مساحة كبيرة
تتغير وتختلف الظروف في كل دولة منها عن الدول الأخرى فكيف يمكن تطبيق معايير واحدة تشمل كل هذه الدول.. هذا لا نعرف كيف يمكن أن يكون وليس عندنا صورة واضحة عن المشروع المقدم إلا عن مساحته وأنه يشمل جوانب سياسية وأمنية واقتصادية إلا أن التفاصيل إلى الآن قليلة فليس لي أن أعلق إلا بعد أن أسمع التفاصيل).
وحول مفهوم التسامح الذي أشار له صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في لقائه بضباط القوات المسلحة مؤخرا بأن الدولة ستتسامح مع صغار السن المغرر بهم من الموقوفين قال سموه (أعتقد أن الذي قال سموه واضح ولا يحتاج لشرح).
وحول ما يتعلق بصلة الموقوفين قال سموه: (أرجع في ذلك لشهادة القاعدة نفسها في الفيلم الذي وزعته.. أكدت ما قالته وزارة الداخلية عن عمليات التفجير فتشكر على ذلك لأنها أثبت أن كل البيانات التي صدرت من أجهزة الأمن في المملكة كانت صحيحة مائة في المائة.. من ناحية طريقة عملهم ومن ناحية الأساليب التي اتبعوها فكلها تؤكد ما قامت بها سلطات الأمن الباسلة في مواجهة هؤلاء الأشرار وعن تمويل الجماعات الإرهابية قال سموه: (الإجراءات مؤخوذه بشكل قوي فالحد من امكانية حد من وصول تمويل لهذه الجهات.. وان كان يتبعون أساليب كبيرة في محاولة ولكن هناك متابعة من الأجهزة في المملكة).
وعن وصول بعثة الأمم المتحدة إلى العراق والسبل التي تبذل لتفعيل دورها بالعراق قال سموه: (وجودها في العراق أول خطوة.. وأنا أعتقد بعدما رأينا ما حدث في أفغانستان كان لوجودها تاثير بالغ في الوصول إلى الاتفاق الذي حصل منذ ايام لاجتماع - اللويا جيرغا - وبالتالي أملنا ان يتم نفس الشيء للعراق لأنه طال أمد معانة الشعب العراقي).
وأضاف سموه: (حان الوقت لأن يستقر ويمارس العراقيون سيادتهم على أرضهم.. العراق لا ينقصه رجال ولا ينقصه مال ولا ينقصه امكانيات ينقصه الاستقرار وهذا ما نأمله في وجود الأمم المتحدة في العراق).
| 
