* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
دعا وزير البنى التحتية الإسرائيلي، (يوسيف باريتسكي)، من حزب (شينوي العلماني) نقل المستوطنين اليهود، الذين يدعي شارون انه سيتم إخلاؤهم من قطاع غزة، وتوطينهم في منطقة النقب، إلى الجنوب من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.. (إسرائيل)..
وفي أعقاب الطلب الذي قدمه وزير البنى التحتية الإسرائيلي، والذي أثار سخط أوساط يمينية وحكومية، أعدت سلطة تطوير النقب تقريرًا يشتمل على تفاصيل حول إمكانيات السكن والعيش في النقب..
وقال الوزير الإسرائيلي العلماني : انه عرض على رئيس الحكومة، أريئيل شارون، نقل المستوطنين اليهود من قطاع غزة إلى منازل جاهزة في النقب. مضيفاً : انه طلب من سلطة تطوير النقب،التي تقع ضمن مسؤوليات وزارته، تزويده بمعطيات حول الأوضاع السكنية في النقب، وبناء على تقريرها اتضح انه يوجد أكثر من (13 ألف وحدة سكنية خالية) يمكنها استيعاب (7.500 مستوطن يهودي) من قطاع غزة.. مشيرا إلى أنه جارٍ فحص إمكانية إعداد بنًى تحتية لاستيعاب المستوطنين اليهود، الذين سيتم إخلاؤهم في إطار تسوية سياسية مع الفلسطينيين..
وجاء في التقرير : أن غالبية الوحدات السكنية الخالية موجودة في (بئر السبع)، (عَراد)، (ديمونا)، إضافة إلى ألفي وحدة سكنية في إيلات.. وبين التقرير أن قسمًا من الوحدات السكنية قد تمّ بناؤها، وأن قسمًا آخر ما زال قيد التخطيط..
وتقول مصادر مسؤولة في إسرائيل: عندما طُرح الموضوع للنقاش في إحدى جلسات الحكومة الإسرائيلية التي عقدت في شهر حزيران / يونيو 2003، رد شارون بشدة قائلاً : هناك تصريحات يطلقها بعض الوزراء تقع خارج نطاق صلاحياتهم..
وقال وزير البنى التحتية الإسرائيلي يوم الأحد الماضي : إن هناك حلاً سريعًا وناجعًا أمام رئيس الحكومة، يمكّن المستوطنين من مواصلة طريق الطلائعية والاستيطان، التي يتولون المسؤولية عنها..
وعاد هذا الوزير الإسرائيلي العلماني إلى التلويح بمقولات صهيونية عنصرية متجاهلاً السكان الأصليين العرب في النقب، حيث قال: إن إحياء النقب وتوطنيه يشكلان مصلحة قومية عليا تحظى بتأييد جماهيري عريض..
وقد أثارت تصريحات وزير البنى التحتية في إسرائيل، معارضة اليمين المتطرف، حيث قال المستوطنون اليهود رداً على هذه التصريحات: انهم يدعون الوزير (باريتسكي) لتقديم نموذج شخصي والانتقال من تل أبيب الشبعة إلى النقب الجائع..
وتقول مصادر فلسطينية من عرب 48: تنسجم دعوة الوزير (باريتسكي) هذه مع المخططات الحكومية العنصرية الداعية للاستيلاء على أراضي السكان العرب في النقب..
غرس مستوطنو قطاع غزة أكثر من (3000 شجرة)، في مواقع مختلفة من مجمع (غوش قطيف) الاستيطاني.. !!!
وفي هذا السياق، بدأ مجلس المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة باتخاذ خطوات في عدة مجالات، منها إجراء مظاهرات وممارسة ضغوط سياسية، إضافة إلى التخطيط لتقديم استئنافات إلى محكمة (العدل) العليا في إسرائيل..
وكان المئات من مستوطني المجمع الاستيطاني (غوش قطيف) الجاثم على أراضي الفلسطينيين الخصبة في قطاع غزة، قد تظاهروا مؤخراً أمام منزل رئيس الحكومة الإسرائيلي، أريئيل شارون، وذلك احتجاجًا على التصريحات التي تناولت إمكانية إخلاء المستوطنين من قطاع غزة..
وتقول المصادر في إسرائيل: بمناسبة حلول عيد الشجرة اليهودي، الذي يصادف الـ15 من شهر شباط العبري (7 شباط / فبراير الميلادي)، غرس مستوطنون أكثر من (3000شجرة) في مواقع مختلفة من مجمع (غوش قطيف) الاستيطاني.. وقد شارك في عمليات غرس الأشجار أعضاء كنيست من الكتل اليمينية..
كما أجريت تظاهرة في مستوطنة (نِفيه - دِكاليم) الواقعة في محيط محافظة خان يونس إلى الجنوب من قطاع غزة، وذلك بمشاركة رئيس المجلس الإقليمي، (أفنير شِمعوني)، الذي قال: إنه يخطط لتوطين (500 عائلة) في مجمع غوش قطيف الاستيطاني، خلال الصيف القريب، وإن التسجيل لذلك قد بدأ..
وفي هذا السياق تقول المصادر في إسرائيل: هناك خطط لإجراء مظاهرات احتجاجية في مناطق مختلفة في الدولة العبرية، وممارسة ضغوط على أعضاء كنيست من حزب (الليكود) الحاكم لتشكيل معارضة قوية ضد خطة شارون..
ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية: إسرائيل تبحث إمكانية نقل مستوطني قطاع غزة، إلى الضفة الغربية..
وكان مسؤول في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون، قال مؤخراً : إن إسرائيل تبحث إمكانية نقل المستوطنين الذين سيتركون قطاع غزة، بمقتضى خطة شارون لإخلاء مستوطنات في القطاع، إلى الضفة الغربية..
وقال المسؤول الإسرائيلي: إنه من الخيارات التي نعكف على بحثها، وقال مسؤولون آخرون إن الحكومة تبحث أيضًا إمكانية إعادة المستوطنين من قطاع غزة إلى إسرائيل، ودفع تعويضات لهم..
وفي هذا السياق، دان الوزير الفلسطيني د. صائب عريقات أي خطوة لإعادة توطين مستوطني قطاع غزة في الضفة الغربية، مطالبًا بإزالة كافة المستوطنات من الأراضي الفلسطينية.. مضيفا : المستوطنات في الضفة الغربية عقبة أمام السلام بالدرجة نفسها التي تمثلها تلك الموجودة في قطاع غزة.. يجب أن تزال جميعها، يتعين على الإدارة الأمريكية أن ترفض الاقتراح الخاص بمبادلة المستوطنات الموجودة في غزة بأخرى في الضفة الغربية..
ويقول مراقبون ل (الجزيرة) : يبدو أن إعلان شارون المفاجئ، باعتزامه إزالة (17 مستوطنة) من (21) موجودة في قطاع غزة، قد منحه بالفعل مكاسب سياسية، في الوقت الذي يواجه فيه فضيحة رشوة يمكن أن تؤدي به إلى الاستقالة من رئاسة الحكمة..
وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أكدت أن شارون سيسعى خلال زيارته المتوقعة لواشنطن، في وقت لاحق من هذا الشهر أو في مطلع الشهر المقبل، للحصول على موافقة أمريكية على توسيع تجمعات استيطانية في الضفة الغربية، ربما تضمّها إسرائيل في اتفاق سلام مع الفلسطينيين في المستقبل..
وقالت الصحيفة الاسرائيلية: إن شارون، الذي يُعرف بأنه كان مدافعًا قويًا عن بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية لفترات طويلة، سوف يبرر طلبه بأن المراكز الاستيطانية في الضفة الغربية ستكون بحاجة إلى التوسعة، لاستيعاب حوالي (7.500 مستوطن يهودي)، من مستوطني قطاع غزة..
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، (كوفي أنان)، وجه مساء يوم الجمعة الماضي، دعوة إلى شارون، لزيارة مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك أثناء زيارته للولايات المتحدة.. مؤكداً خلال مكالمة هاتفية مع شارون على دعمه وتأييده لاعتزام الأخير الانسحاب من قطاع غزة..
وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء الفلسطيني، أحمد قريع، (أبو علاء) مساء يوم الأحد الماضي، في تصريحات أدلى بها في ختام لقاء عقده مع الرئيس المصري، حسني مبارك، في القاهرة : إن خطة شارون القاضية بإخلاء المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة بشكل أحادي الجانب يجب أن تكون جزءاً من خطة، واتفاق يهدف إلى تفكيك المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة، وانسحاب إسرائيل من جميع المناطق الفلسطينية بموجب مبدأ الأرض مقابل السلام.. محذراً من المخاطر التي تنطوي عليها خطة الانفصال الأحادي الجانب، التي يتحدث عنها شارون..
|