* الرياض محمد المناع:
دائماً يتبادر الى ذهن القارئ الكريم بأن مصطلح العقوق هو مختص بالابناء فقط ولكن الحقيقة ابعد من الخيال فالأب دائماً ما تقسو عليه الحياة من اجل صراع البقاء وهذا الصراع يستنزف كل الطاقة العاطفية لديه مما يجعله قاسياً على فلذة كبده فيطلق العنان للحياة بكامل قسوتها لكي تهاجم فلذة كبدة الذي صارع من اجله في بداية المطاف من اجله احياناً يعق الاب بابنه دون شعور منه قد يتساءل البعض كيف يكون ذلك؟
عندما تكون حالة الاب المادية شبه جيدة ويتزوج من ثلاث زوجات ويرزقه الله بالبنين والبنات ثم يقضي الاب نحبه وابنه البكر لايزال يمارس روتين الحياة ويقضي يومه في الدراسة اليس هذا عقوقاً من الاب بابنه؟
ابنه الذي لم يشتد ساعده بعد للعمل فيغتال هذا العقوق احلام هذا الصبي الذي شيد له القصور ويطعن هذا العقوق قلب هذا الصبي الذي يملؤه السرور فبعد ان كان يحلم بكل راحة وطمأنينة اصبح لايجد وقتاً للراحة ولا للاحلام لانه اصبح عاتقه رزقه ورزق اخوته الذين هم يصغرونه فهو لايريد ان تغتال الحياة حلم اخوته بعد ان ترك والده الحياة تغتال حلمه والبعض الآخر يعق بابنه عقوقاً اكبر من هذا فالبعض الاخر رزقه الله بما لم يرزق به غيره من المال ويحرم فلذات كبده منه ويجعلهم يفكرون في مماته قبل حياته لأنه لم يفكر في سعادتهم لأنه جلبهم للحياة لكي يذيقهم طعم المهانة ويصارعوا البقاء وهو يتلذذ بالهناء فأقول لكل الآباء لاتعقوا بأبنائكم والابناء كذلك لاتعقوا بآبائكم يقول الله تعالى «المال والبنون زينة الحياة الدنيا» فلا تجعلوا ايها الآباء من المال زينة الحياة دون الابناء.
واخيراً: لايعق بالابناء من حرمه الله منهم فالمحروم هو الذي يحس بطعم هذه النعمة لا فاقدها.
|