* الطائف هلال الثبيتي:
اختلف المعلمون والمشرفون التربويون في تحديد ما يرونه من بعضهما وذلك في الملتقى السنوي للمعلمين والمشرفين التربويين الذي أقيم مؤخراً بمركز إشراف شرق الطائف التربوي التابع لإدارة التربية والتعليم، حيث أشار مدير مركز الإشراف التربوي بشرق الطائف الأستاذ عبدالرحمن الصخيري في كلمته خلال الملتقى إلى ان الهدف هو تحديد ما يريده المعلمون من المشرفين، والمشرفون من المعلمين بصورة واضحة لتحقيق الفائدة لدى الجميع من حيث تطوير العملية التربوية وزيادة أواصر المحبة والألفة بين الجانبين.
ورقتا عمل
وقدم المشرفان التربويان أحمد الحسن العسيري مشرف لغة إنجليزية وعبدالله سعيد الشهري مشرف اجتماعيات ورقة عمل بعنوان «ماذا يريد المشرف التربوي من المعلم» حيث تضمنت نقاطاً حول التربية بالقدوة الصالحة، وانها هي الأساس في إصلاح اعوجاج الطلاب وان المشرف يميل إلى التربية والتعليم ويؤمن بأنها رسالة ضرورية في ايجاد علاقة قوية بينهم وبين المعلمين، بالإضافة إلى العلاقات مع المجتمع من حيث معالجة القضايا الاجتماعية، وطالبوا بأن يكون المعلم متمكناً في مادته ومتميزاً وألا ينشر الشائعات في مادته وألا يصر على الأخطاء وعدم الاكتفاء بطريقة من طرائق التدريس.
فجوة واضحة
وكان للمعلمين رأي آخر تجاه زملائهم المشرفين التربويين عندما قدم الأستاذ زياد حسن الجودي مدرس مادة العلوم بمتوسطة أبي الدرداء الممثل عن المعلمين ورقة عمل بعنوان «ماذا يريد المعلم من المشرف التربوي» حيث قال: هناك فجوة كبيرة بين ما يدرس بالكليات وما يطبق في الميدان، وقال: نرغب في اختيار المشرفين من ذوي الكفاءة والخبرة، ويتم ذلك ضمن الضوابط والمعايير الواضحة دون التدخل في هذه الضوابط، واستغرب إصرار مركز الإشراف على عدم تغيير المشرف التربوي واستمراره في الإشراف لفترة تصل إلى ست سنوات، مؤكداً ان التنسيق بين المشرفين وإدارة المركز وإدارة المدرسة معدوم في اختيار المعلم المتميز وتكريمه وتمنى لو تم الملتقى في وقت غير أوقات الدوام حتى لا يتحمل الزملاء بالمدارس حصص الاحتياط وغيابهم بسبب الإرباك.
وطالب بالنظر في المعلمين أصحاب النصاب الكامل 24 حصة الذين يسلمون إشرافاً بالمدرسة وتمنى من المشرفين احقاق الحق بالمدرسة، وطالب بربط المشرف التربوي بالمناهج والواقع التربوي على ان يسن التدريس يوماً أو يومين للمشرف حتى يستفيد منه المعلم، مؤكداً بأنه لا يوجد أحد من المشرفين يتمكن من اعطاء حصة نموذجية.
المطلوب من المشرف
وفيما يتعلق بالمطالب التي تتعلق بالمشرفين التربويين قال: يجب ان يتصف المشرف التربوي بالمزيد من الأخلاق الكريمة في التعامل والنصح والتوجيه والبعد عن الاغراق في المطالبة بالمثالية ومراعاة المشرف التربوي بالواقع الحقيقي للمدرسة والطلاب قبل نقدهم للمعلمين وان يستخدم المشرف التربوي في مناقشته وملاحظاته مع المعلمين أسلوباً تربوياً مميزاً، ولابد من مراعاة الفروق الفردية بين المعلمين عند «التفتيش» وتجنب المشرف التربوي تدوين ملاحظاته أثناء الزيارة الصفية أمام الطلاب وردم الفجوة بين المشرف التربوي والمعلمين وذلك بعدم الاكتفاء بالزيارات الصفية وإشراك المعلم في محاضرات وندوات واجتماعات دورية حتى يشعر المعلم انه عضو فعال، وان يتدخل المشرف التربوي في توزيع الحصص بين الزملاء في التخصص الواحد لضمان العدالة.
واختتم المعلم الجودي ورقة العمل بقوله: جميع ما ذكرت لا يمثل وجهة نظر شخصية بل هي مجموعة من الآراء للمعلمين ويتمنون تحقيقها في العزيز «المشرف التربوي».
ردود فعل
وقد بدأت ردود الفعل من ورقة العمل التي قدمها المعلم الجودي عندما قام مقدم الحوار الأستاذ دخيل الله الخديدي مشرف اللغة العربية وهو متأثر بما ورد فيها حيث قال: كل ما ذكر نحن على علم به ونحن لسنا بصدد البحث عن المعايب، فالخطأ وارد، ولو فتشنا في عيوب المشرف والمعلم لما اتسع المجال لذكرها في هذا اللقاء.
أما الأستاذ عبدالرحمن الصخيري مدير مركز إشراف الشرق التربوي قال: الجميع مسؤول عن التنفيذ لمهامه سواء المعلم أو المشرف وذكر ان المعلم لو لم يكن متميزاً لما اختير للإشراف، ووعد المعلم صاحب ورقة العمل بدراسة كل ما ذكر واتخاذ ما يتم حياله، مؤكداً بأن هدف الإشراف هو الارتقاء بمستوى الأداء وان فكرة التفتيش والتوجيه زالت واستبدلت بالمشرف فيما بدأت بعد ذلك ورش عمل الملتقى.
والجدير ذكره ان المشرفين التربويين ومديري المدارس الحاضرين للملتقى بدا عليهم التأثر بما ذكره المعلم الجودي في ورقة عمله واعتبروه تهجماً عليهم دون ان يعلموا بمصداقية الطرح الذي هو متطلب الملتقى، كما ان مقدم الحوار الأستاذ دخيل الله المشرف التربوي دافع كثيراً عن المشرفين ورغب في عدم التفتيش عن أمور خاصة في هذا الملتقى.
|