الحمد لله القائل في محكم كتابه { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} (35) سورة الأنبياء {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجلال وَالْإِكْرَامِ} (27) سورة الرحمن والحمد لله أولاً وأخيراً على قضائه وقدره، ولله ما أعطى ولله ما أخذ، لقد قدر العظيم في يوم مبارك من أيامه المباركة، يوم الثلاثاء الموافق 28-11- 1424ه ليأخذ أمانة رجل أفنى حياته في طاعة الله، زاهداً في هذه الدنيا، رجل أفنى حياته في الكرم، وهو كرم من نوع خاص، ألا وهو كرم لم الشمل، ذلكم هو الشيخ الفاضل المرحوم إن شاء الله العم يوسف محمد حمد الحمود، أحد أعيان مدينة الرياض، وموطنه الأصلي بين بلدتي (رغبة وثرمداء) الذي كان قد انتهى لتوه من أداء أذان وإقامة صلاة ظهر ذلك اليوم، ثم رحل إلى جوار ربه شهيداً بإذن الله، فقد كان صاحب ميتة طيبة، كيف لا وقد أتت المنية له وهو في مسجد ربه، بعد أن أدى صلاة ظهر ذلك اليوم، في ذلك المسجد، الذي اقترن اسمه باسم عائلته (مسجد الحمود بحي الشفاء)، الذي أسهم رحمه الله بنسبة كبيرة في بنائه وتشييده، ومضى أكثر من عقدين من الزمن، وهو مؤذن ومشرف على نظافته، وماضٍ على ترميمه والعناية به، لقد كان هذا الرجل يرحمه ربي، فاضلاً، محبوباً لدى الصغير قبل الكبير، معروفاً بكرمه وشهامته، لدى كل من يعرف أو سمع عنه، كما كان رحمه الله، مربياً فاضلاً، وأباً حانياً، وعطوفاً على كل قريب وصديق له، لم أذكر أنني قدمت للسلام عليه والاطمئنان على صحته، وكان باب منزله مغلقاً، فقد كان منزله بوابة مفتوحة، لا تغلق إلا في آخر كل يوم، يفد إليه زوار ممن يعرفه أو يسمع عن طيبته، إنه ذلك الإنسان الذي لا يرتاح له بال، إلا بعد أن يسأل عن القريب والصاحب، ولا ينهي له طعام إلا بمشاركة الآخرين معه في منزله، إنه أنموذج فريد، وشخصية ذات خلق دمث، وتاريخ لن ينسى، فعزائي لزوجته الكريمة أم فهد وأبنائه وبناته البررة، الذين نأمل أن يكون فيهم خصال أبيهم، حتى تبقى ذكراه الطيبة قائمة، التي يفترض أن تخلد، لأنها تعبر عن الإنسانية الحقة، تلكم الإنسانية التي لن ينبثق منها إلا نهج تربوي طيب مبارك، لأجيال يكون لنهلهم منها اكتساب لأنموذج التربية والقدوة الحسنة، وذكراه سوف تبقى بمشيئة المولى عز وجل راسخة عن محبيه وعارفيه، شعلة لن تنطفئ، ما دامت الحياة قائمة، وعزائي أيضا لجميع أولاد عمومتي، وكل صديق وزميل للمرحوم، غفر الله للفقيد وتغمده بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، إنه سميع مجيب الدعوات، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.
|