Tuesday 10th February,200411457العددالثلاثاء 19 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

على خلفية أحداث الجمرات.. محاولة للحل على خلفية أحداث الجمرات.. محاولة للحل
إلزام الحجاج بدورات توعوية.. ومنع تكرار الحج السنوي
إكرام الزيد/الرياض

كنت والله الحمد ممن من الله عليهم بأداء فريضة الحج لهذا العام، وقد شهدت النجاح الذي حققه موسم الحج ولله الحمد والمنة، ورأيت الجهود الجبارة التي تبذل لراحة الحجاج ويقر بها كل منصف، بدءاً من رجال الأمن ومروراً برجال الصحة وانتهاء بعمال النظافة، فشكر الله للسعاة سعيهم، ولباذلي الجهود جهودهم.
بيد أن ما حصل يوم العيد اثناء رمي الجمار كان منغصاً للفرحة، وموجعاً للقلب، فأفسد علينا سرور العيد، وصار طعنة نجلاء في قلب الجهود الصادقة لكي يمر الموسم بلا خسائر بشرية على أقل تقدير، ومن منا لم يتألم لما حصل أثناء رمي الجمرات هذا العام؟ أجزم أنه لا مسلم قد أفرحه هذا أو أسعده، فإزهاق النفوس حرمته عظيمة أشد على الله من هدم الكعبة كما ورد في الحديث، فكيف إن كانت هذه النفوس في حال عبادة ومكان تقرب؟
الشاهد أن ما حصل هو نتيجة أجمع عليها المسؤولون والعلماء والمنظمون، وهي أن الخلل ليس في المكان أو الزمان أو فتوى معينة، إنما هو في سوء الخلق وقصور الوعي، مما سبب التدافع الأهوج الذي لا تقره الإنسانية، بل كما ذكر الأمير نايف حفظه الله عن أولئك الذين يرمون أحجاراً وتحت أقدامهم أجساد مسلمة يطئونها بلا رحمة!
ولقد كثر التساؤل، لماذا إذا رأي أحدهم الجمرة اندفع إليها دون ان يراعي من أمامه فيناطح بأكتافه ويدافع بيديه، وربما آذى امرأة ضعيفة أو شيخاً كبيراً، ولو أنه تمثل في سيره، وانتظر بضع دقائق، فقط بضع دقائق!! لخلا المكان من أمامه، وتسهل سيره، فرمى الجمار لا يأخذ أكثر من دقيقة واحدة لكل حاج، فسبحان الله إذ أن سوء الخلق ملاك كل مفسدة!
إن الوعي مطلب! ولا ينشأ الوعي إلا بتعليم، ولا طريقة أبرز في التوعية من الدورات الارشادية تصاحبها المطويات والمحاضرات عن الآداب المرعية في بيت الله وفي المشاعر، ويفضل أن تكون شاملة في التوعية بالنسبة للنظافة والالتزام بمسارات السير ونحوه، بحيث تنظم هذه الدورات في السفارات السعودية في كل بلاد العالم، فمن وجد فيه تقبل واستيعاب سمح له بالحج، ومن قصر وعيه فعاقبته المنع!
وهناك أمر آخر، وهو تحديد عدد الحجاج من كل دولة، ومنع تكرار الحج كل سنة، وذلك بمتابعة التصاريح بدقة، والتشديد في ذلك، ففتح الباب على مصراعيه، أو التهاون في الإجراءات مع المخالفين يفسد الخطط التنظيمية المعدة مسبقاً، ويؤدي إلى الزحام ونتائج تشبه ما حصل يوم الحج الأكبر!
وقد أسفت كثيراً أن الكثير من الناس ومن أهل هذه البلاد أيضاً مازال لديهم قصور في مسالة التصريح، فتراهم يذهبون في اللحظات الأخيرة، ويتخذون سبلاً ملتوية ما أنزل الله بها من سلطان كي يدخلوا، فجمعوا بين مخالفة ولي الأمر حين لم يستخرجوا تصاريحهم وبين الخداع حينما اتبعوا الخدع في سبلهم.
والختمة مسك،،،
رجال الأمن والكشافة، أنمودج مشرق في العطاء بأريحيتهم في التعامل، وتجاوبهم السريع، وإخلاصهم في الإرشاد والدلالة، وكان هذا رأي كل من حج معنا هذا العام.. فلهم كل الثناء.. كله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved