تكتمل هذه الأيام المنظومة الأمنية التي سخرتها حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين - أيدها الله - لتوفير الأمن والحماية لحجاج بيت الله الحرام بالمشاعر المقدسة.
إن هذه المنظومة قد تم تأهيلها للقيام بهذا الدور الرائد تحت شعار(أمن الحاج شرف لنا)، حيث تم تدريبهم على استخدام الوسائل التقنية التي تساعدهم على توفير الأمن والسلامة، وكذلك أساليب التعامل الراقية مع ضيوف الرحمن حتى يمثلوا دور رجل الأمن الحقيقي والمأمول منه، خاصة وأن ديننا الحنيف يحث على المظهر اللائق والتعامل الحسن مع الآخرين، ألم تسمع لقوله صلى الله عليه وسلم:(تبسمك في وجه أخيك صدقة..)، وفي الأثر:(النظافة من الإيمان).
إنها تعليمات سامية وإرشادات نبيلة يجب أن يلتزم بها المسلم أيّاً كان موقفه وأيّاً كانت وظيفته.. خاصة وأنه يمثل بلد الإسلام ومعقل الإيمان بلاد الحرمين الشريفين.. إن المتابع لجهود المملكة العربية السعودية في تهيئة رجل الأمن وتوفير كافة المعدات والآليات المتطورة المعنية له لأداء واجبه بكل كفاءة وانضباطية، ليشعر أنه في راحة واطمئنان، وان الأمن في أيد مؤهلة ومدربة وقادرة على حفظه.
ومما لا شك فيه أن عنصر التقدير والتكريم لم تغفل عنه القيادة الرشيدة لكل مجتهد وكل مبدع يسعى إلى تحقيق الراحة لضيوف الرحمن، خاصة إذا علمنا أن أجر وثواب الآخرة أعظم من مغريات الدنيا.. يقول صلى الله عليه وسلم: (عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وأخرى باتت تحرس في سبيل الله)، الله أكبر ما أعظمه من ثواب.. وما أعظمه من أجر.. فليفرح رجل الأمن على هذه المكرمة الإلهية التي حباه الله إياها من بين الخلائق.. وليعلم أن غيره يتمنى هذا الشرف وهذه المنزلة الرفيعة.. وانه سوف تفوز بها حتماً إذا ما أدى الأمانة بصدق وإخلاص وتفان.. والعكس من ذلك فالخسران وضياع المثوبة لمن فرط في هذا الأمر، والمساءلة من ولي الأمر على تفريطه وإهماله.
إنها دعوة صادقة لنفسي أولاً ولكافة رجال الأمن العاملين في هذه البقعة المبارك وخلال هذه الأيام الفضيلة.. ان يصدقوا مع الله ويحسنوا النية ويحتسبوا الأجر والمثوبة من الله.. وان يكونوا خير معين لضيوف الحرمين الشريفين وأن يوفروا لهم كل ما يطلبون.. وأن يقابلوهم بوجه حسن وكلام طيب وهدي مبارك.. وسوف يجدوا من الدعاء والبركة الشيء الكثير.
وقفة:
يقول الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ....} الآية.
اللهم كما استجبت لدعاء خليلك إبراهيم عليه السلام استجب دعاءنا ودعاء حجاج بيتك الحرام.. آمين.
|