لا ندري إلى متى يظل موظفو البريد على حالهم؛ فهم كالمثل الشعبي (لا في المصب ولا في المعدل) فمنذ أن تحول الهاتف السعودي من القطاع العام إلى القطاع الأهلي وحتى الآن لم نسمع من المسؤولين عن هذا المرفق ما يشير إلى تطوير حاله، لتشمله رياح التغيير التي شملت موظفي الهاتف !!
إن العاملين في مرفق البريد يظلون سنوات طويلة دون ترقية، إما بسبب عدم توافر وظائف مناسبة وكافية لتتم ترقيتهم عليها، وإما بسبب رفض الموظف الترقية؛ حتى لا تتم ترقيته على وظيفة، قد يفقد معها بعض المميزات؛ فمثلاً الموظف الذي يشغل وظيفة (فارز بريد) يتقاضى نسبة تضاف إلى راتبه، ولو عرض عليه وظيفة أخرى مثل وظيفة بمسمى (كاتب) فإنه سيرفض الترقية حتى لا يفقد ذلك البدل.
ومع مرور الوقت والسنوات يفاجأ الموظف بأنه ظل في مرتبته سنوات طويلة حتى وصل إلى آخر مربوط في المرتبة التي قد لا تتجاوز المرتبة الخامسة !!
إن مرفق البريد من المرافق المهمة والمربحة، صحيح أنه لا يقارن بأرباح الهاتف (الفلكية) التي دفعت الشركة إلى ان تدلع موظفيها وتمنحهم المميزات وهذا من حقهم، بل ان الشركة بما تحققه من أرباح تظل مقصرة مع ما تمنحه لموظفيها من مميزات !!
ان لدينا ملايين من العمالة الوافدة تعتمد في تواصلها مع بلدانها على البريد، مما يعني ان البريد مجال قد يحقق الأرباح الكبيرة إذا تم استثماره الاستثمار المناسب !
لدينا الكثير من المكاتبات والمراسلات الحكومية التي ما زالت تتم من خلال العاملين في تلك الأجهزة من سائقين ومراسلين، ويمكن أن يساهم البريد في تطوير الأداء المقدم من الإدارات الحكومية ذات العلاقة بتقديم الخدمة للجمهور.
فما الذي يمنع ان تتقدم بطلب خدمة الهاتف من خلال البريد أو أن تحصل على فسح بناء منزلك أو حتى تجديد رخصتك أو استمارة سيارتك؛ فهناك الكثير من الخدمات التي يمكن ان يقوم بها البريد بدلا من طريقته التقليدية التي لم تتطور منذ سنوات طويلة !!
لماذا لا تصل رسائل المواطنين إلى منازلهم مباشرة كما هو الحال في أغلب دول العالم؟ ولماذا يضطر المشترك إلى الذهاب إلى مقر البريد لتسلم رسائله؟
إن الخدمة البريدية تعكس التطور الحضاري الذي تعيشه الشعوب وعلى بريدنا العزيز ان يتطور وتطوره هذا لا بد ان يمر بالعديد من الخطوات أهمها الاهتمام بالموظفين العاملين فيه ومنحهم المميزات التي تدفعهم إلى البذل والعطاء، خاصة انهم يرون زملاءهم في شركة الاتصالات يحظون بمميزات لم يحظوا بها رغم انهم كانوا موظفي وزارة واحدة قبل ان يتحول الهاتف إلى شركة !
ان خصخصة البريد أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى، فبالخصخصة سيتطور الأداء حتى لو أدى الأمر إلى دمج البريد مع الهاتف في شركة واحدة؛ حتى تتحمل شركة الاتصالات جزءاً من تكاليف هذا التطوير خاصة إذا ما علمنا ان شركة الاتصالات تحقق أرقاماً فلكية في الأرباح لعدم وجود الشركات المنافسة، وهذه الأرباح يمكن ان يساهم جزء بسيط منها في تطوير الخدمة البريدية.
|