الأذكياء ليسوا وحدهم من يعرف مواعيد اللعب المناسب، أو أنماطه..
كلُّ الناس..الذكي منهم، ومتوسط الذكاء، ومن هو على الحافَّة منه يدرك أنَّ مناسبات: الأحداث العظيمة، والتغيرات المثيرة، والإنجازات الكبيرة جميعها مادة خام لمن يريد (الإفادة) على اختلاف أنواعها، تماما كما إنَّ مواعيد هذه الأحداث، أو التغيرات، أو الإنجازات وقت جيد (للأذكياء) فقط كي يزجون بأنفسهم ضمن الأحداث، ويتفاعلون مع الأحداث والإنجازات، فيخرجون بأثوابهم الملونة المزركشة، و(يطرحون) بحصادهم على النحو الذي يقدمونه...
وكما يفعل تاجر العقار في مواسم الذروة والزحمة والحاجة يفعل في موسم الجدب بائع الماء، والثَّمر...
وكما يفعل أولئك يفعل المهندس الكهربائي حين يعم الظلام ويحتاج الناس إلى مهارته في إجراء سريان التيار..
وكما يحتاج النازف في ساحة الحرب إلى قطرة الدم...
أو كما يفعل المتبرع بأحد أعضائه في حالة الحياة أو الموت لمن يحتاج إلى عضو منه كي يجتاز الموت إلى الحياة!!
من ضمن هذه المنظومة في السيرورة الكبرى للحياة، تكون السيرورة الذكية لأذكياء ذوي الحرف والمهارات والقدرات كي يلعبوا لعبة ذكية في مواسم وأزمنة الأحداث، والتغيرات، والإنجازات..
فنظرة واحدة شاملة إلى هؤلاء تجدهم في الوقت القائم بكل معطياته من الأحداث، والمنجزات والمتغيرات سالبها وموجبها يجد كم من هؤلاء قد أخرج بضاعته، وقدم حصاده فظهر: المحللون، والمؤلفون، والمعلقون، والصانعون للعبة الإعلامية، ونجوم الأنباء، وحصدة الأموال، والمشترون لأسهم الثروات، والمتاجرون في الظلمة والنور..
ذكاء.. وأذكياء
يدركه، ويكتشفه كما يدركهم ويكتشفهم كل إنسان يلقي نظرته إلى الشاشة الوسيعة لرقعة الأرض، ويقلِّب النظر في منافذ أضوائها.. يكتشف التآليف الذكية...
في التوليفات الأذكى...
و... يا له من وقت جيد لظهور المفارقات...
تلك التي لم تقف على السلوك...
بل تعمقت إلى أخلاق الإنسان...
وإلى أفكاره...
وإلى مقدراته في إجادة لعبة اللعب في الوقت المناسب..!!
ولسوف يأتي الزمن الذي تبسط فيه تآليف الأذكياء من الحاصدين الذين قدروا أن يستفيدوا مما يحدث، وبصموا على أعتاب الزمن حركة ما.. في سجل الأذكياء!!
|