* تقرير وتصوير - قبلان الحزيمي - وادي الدواسر:
بدأ منذ وقت مبكر من مطلع شهر ذي الحجة الجاري موسم تلقيح (تنبير) النخيل في عدد من مناطق ومحافظات مملكتنا الحبيبة ومنها محافظة وادي الدواسر معلنة بداية موسم جديد لبداية طلع النخيل بعد صرامها (جذاذ ثمارها) في الموسم الماضي حيث يفصل بين الموسمين قرابة الأربعة أشهر كما أرخه أصحاب النخيل لأنفسهم منذ الأزل بقولهم (أربعين جريح وأربعين تستريح وأربعين يشاف فيه المليح) ويعنون بذلك أن النخلة بعد صرام (جذاذ) محصولها من الثمار تبقى 40 يوما متأثرة بقطع ثمارها و40 يوماً أخرى تستريح فيها من عناء موسم كامل وفي الأربعين يوماً التالية تظهر وتشاهر بها طوالع ثمار الموسم الجديد وتتميز النخيل عن غيرها من كافة أشجار الفاكهة في العالم كونها ثنائة المسكن حيث الشجرة الأنثى (حاملة التمر) مستقلة عن الشجرة الذكرية (فحل النخل) لذا لا يتم التلقيح والإخصاب إلا بنقل لقاح الفحل إلى طلع الأنثى ويتم ذلك بعدة طرق فمنها ما يتم عن طريق الرياح أو الحشرات كما هو معروف علميا إلا أنها طرق غير مضمونة ونادراً ما تحقق الفائدة من هذه الطريقة ومنها ما يتم عن طريق نقل اللقاح عن طريق الفلاحين إلى طوالع النخيل حيث يتم تلقيح طوالع ثمار النخيل على فترات متفاوتة فكلما خرج عنق أحد الطوالع ثم أفلق (انفتح) لزم الفلاح بوضع اللقاح في ذلك الطلع وتتكرر هذه العملية مع كل طلع جديد حتى تكمل النخلة كافة حملها (طوالعها) وقد تستمر هذه العملية قرابة الشهر يعلن فيها الفلاحون حالة الاستنفار القصوى لمتابعة تلقيح نخيلهم حتى لاتفسد ثمارها عند النضج وهي الفترى الحالية التي يعشيها مزارعو النخيل في المملكة هذه الأيام حيث يقوم المزارعون بتوفير العمالة اللازمة لتلقيح نخيلهم بعد أن اكتفى كثير منهم بعملية الإشراف لتلك العمالة التي حرص الكثير من المزارعين على تدريبهم بأنفسهم ومتابعتهم أثناء عملية تلقيح نخيلهم في الوقت المناسب وتوفير اللقاح الجيد والذي يحتوي على طحين (بودرة) اللقاح ذات الرائحة المميزة والزكية والتي بها يتم تلقيح الأزهار الأنثوية في ثمار النخيل.
| 
