* مكة المكرمة - عبيد الله الحازمي:
ألقى سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء محاضرة قيمة بعنوان (الصدق وأثره في سلوك العبد وأعماله) وذلك مساء أمس الأول في جامع إمام الدعوة بحي العوالي والتي يشرف عليها فضيلة الشيخ عبد الرحمن عبدالعزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام.
وفيما يلي مقتطفات من محاضرة سماحته حيث أكد سماحته أن الدين الإسلامي حث على الصفات والأخلاق الحميدة في العاجل والآجل وحذر من الصفات الذميمة في العاجل والآجل، والمسلم حينما يتدبر سنة نبيه صلى الله عليه وسلم يجب أن يكون صادقاً في أموره كلها، وأن يكون ايمانه بالله ورسوله ايماناً صادقاً ظاهراً وباطناً.
أما المنافقون فكانوا يصدقون ظاهراً ويكفرون باطناً وقد كشف الله أستارهم وأوضح مااحتوت عليه قلوبهم من الكفر {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ}.. وهؤلاء تظاهروا بالإيمان ولكن الله يعلم كفرهم.
فالمؤمنون أهل الصدق آمنوا بالله ورسوله إيماناً صادقاً لا شرك فيه.
وقد أورد سماحته مثلاً بقوله: وقد سمي أبوبكر الصديق لأنه صدّق لما عُرج بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس، وصدَق في محاربة المرتدين فالمسلمون صادقون ظاهراً وباطناً، ولهذا يختم لهم بخاتمة حميدة. قال تعالى: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى {5} وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}
فالمؤمن صادق في محبته لله فأحب شرعه وكتابه ودينه والمؤمن الصادق في محبته لرسول الله يتبع سنته ويعمل بشريعته والمؤمن الصادق في هذا كله ينقل الصدق من أعمال القلوب إلى أعمال الجوارح فمثلاً عندما يؤدي صلاته التي افترضها الله عليه خمس مرات في اليوم وجعلها عمود الاسلام وجعلها الركن الثاني من أركانه يكون المسلم صادقاً فيها..ويكون صادقا في طهارته فلا يصلي بلا طهارة وصادقاً في صلاته فهو يحبها ويرغب فيها ويراها قرة عينه وانشراح صدره وطيبة نفسه وأنساً لكونها صلة بين العبد وربه فهي الصلة التي تربطه بربه.
وكذلك المؤمن صادق في زكاته فلا يتهاون بها وانما يؤديها ونفسه مطمئنة وهو يشكر الله على نعمته ويقوم بنفسه بإخراج هذا المال طاعة لله، وهي ركن من أركان الإسلام، والمؤمن أيضاً صادق في صومه لأنه يراه عبادة لله وهو صادق في حجه في عدم إخلاله بشيء من نسكه.
وهو صادق في واجبات الإسلام وفي والديه -في الإحسان لهما- ويصدق مع أولاده في تربيتهم وحملهم على الخير، والمؤمن يصدق في بيعه وشرائه.
والمسلم صادق في عقوده فالعقود التي يبرمها يجب أن يكون صادقا فيها لا يكذب ولا يخون قال تعالى { وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} (34) سورة الإسراء.. وهو صادق في شهاداته فلا يشهد الا على صدق ولهذا عظمت شهادة الزور لأن الشاهد شهد كذبا والمطلوب منه ان يشهد حقاً، والمؤمن مأمور بالصدق، والصدق يدعو إلى الخير ويهديه إلى الهدى والكذب يدعو إلى الفجور ويقوده إلى الرذيلة.
واختتم سماحته المحاضرة بالإجابة على أسئلة الحضور.
|