* جدة - حسن محني الشهري:
أكد فضيلة الشيخ جابر الحكمي مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة أن ما بثته احدى القنوات الفضائية قبل أيام، عن شريط الارهابيين الذين قاموا بتفجير مجمع المحيا بالرياض، غالطت وخالفت به تلك القناة كل الأعراف والمثل، كما أن ما بثه الشريط من مغالطات لا يعدو كونه محاولات منهم لإضفاء صفة المشروعية على عملهم المشين ذاك، كما انه يحمل من الكذب والتلفيق والادعاء بتماثله مع غزوة بدر الكبرى، وهذا أكبر دليل على كذبهم وافترائهم؛ حيث يلوون بهذه المقارنة أعناق الحقائق. وقال فضيلته: إن ما أقدمت عليه القناة الفضائية من بث ذلك الشريط وبعد عملية التفجير بفترة تقارب أربعة أشهر لهو دأبها في افتعال السبق الاعلامي حتى وإن كان ذلك السبق مخالفاً للمبادئ والمثل، ويأتي من باب (خالف تعرف) وهدف تلك القناة الأول والأخير هو الاساءة لهذه البلاد بلاد الحرمين التي شرفها الله بخدمة أطهر بقعتين على وجه البسيطة. وأضاف: ان هذا هو ديدن تلك القناة ولكنها لم ولن تتمكن بحول الله وقوته من هز ارادة وعزيمة هذا الوطن الكبير بقيادته وشعبه الذين لا تؤثر فيهم مثل هذه الفرقعات والأكاذيب ولن تزيدهم إلا قوة وتلاحما وتضافراً؛ من أجل الوقوف بالمرصاد لكل من تسوّل له نفسه العبث بأمن المملكة العربية السعودية وأهلها وسيخسأ كل صاحب قلب مريض ونفس موهومة وضمير ميت بإذن الله.
وقال الشيخ الحكمي: أما أولئك الشباب المضلون والمضللون الذين بلغوا من الغيّ والضلال منتهاه، وساقوا أنفسهم إلى هذا المصير المشؤوم بأن فجروا أنفسهم وراحوا ضحية أفكار مغلوطة والعياذ بالله معتقدين أن ما قاموا به يندرج تحت فضيلة الجهاد، وقد شبهوا عمليتهم تلك في مجمع المحيا بأنها (بدر الرياض) تيمناً منهم بغزوة بدر الكبرى، فأين هم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته - رضوان الله عليهم؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يوصي أصحابه عندما يريدون احدى الغزوات بألا يقتلوا شيخا ولا امرأة ولا طفلا، وكان الهدف من أي غزوة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم هو اعلاء كلمة الله ونشر دين الله في الأرض. وقال: إن غزوة بدر جاءت من أجل اعلاء كلمة التوحيد وحصلت بين مسلمين موحدين وبين مشركين، وقامت لنشر الدين ضد كفار مشركين جاؤوا لاستئصال شأفة من كان قد دخل في الاسلام، وكانوا ضد أن تقوم للاسلام قائمة؛ فلذلك غزاهم النبي صلى الله عليه وسلم فيما يعرف بغزوة بدر.
أما (بدرهم) أو (بدر الرياض) كما سموها فقد كانت في بلد التوحيد وضد أناس مسلمين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما ثبت في الصحيحين (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإن هم فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله). وعندما قام أحد الصحابة بملاحقة أحد المشركين ومقاتلته، وعندما رأى هذا المشرك أنه سيقتل من هذا الصحابي نطق بالشهادة فقتله الصحابي، فعندما علم النبي صلى الله عليه وسلم قال: أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله؟ فقال: إنما قالها تقية؛ فصار النبي صلى الله عليه وسلم يكرر عليه وكيف تصنع ب لا إله إلا الله؟ حتى أن هذا الصحابي يقول: تمنيت أنني لم أكن قد دخلت في الاسلام قبل ذلك اليوم.. فكيف يقارن هؤلاء بين قتل وإخافة أمة من الناس وإشاعة الذعر والخوف بين فئات المسلمين وبين نهج ومنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأين بدر الكبرى من بدر الرياض؟ وما وجه الشبه بينهما والفرق والبون شاسع وواسع بين الاثنين؟ وفي نهاية حديثه قال فضيلة الشيخ جابر الحكمي: إنني أوجه كلمة إلى من تبقى من أولئك الشباب ومن ما زالت لديهم الفرصة للعودة إلى جادة الصواب من المطلوبين للجهات الأمنية، وأقول: أيها الشباب عودوا إلى رشدكم وتوبوا إلى خالقكم، واحفظوا أنفسكم وحافظوا على مقدرات وطنكم وأنفس مواطنيكم وأهليكم، واعلموا أن خير الجهاد جهاد النفس وكبحها وردّها عن هواها. والله من وراء القصد، والحمد لله أولاً وأخيراً.
|