* ميونيخ - إسلام آباد - فوكيت التايلاندية - الوكالات:
رغم خلافاتهما التاريخية فقد اتفقت الهند وباكستان على أن دولاً عديدة تقوم بتسريب الأسرار النووية وليست باكستان وحدها، وبينما تساءلت إسلام آباد عن لماذا يتم التركيز عليها فقط في هذا المجال بينما يتم تجاهل الآخرين، فإن الهند دعت إلى وضع حد للسوق السوداء للتجارة في المواد والأسرار النووية.
فقد صرح وزير الخارجية الباكستاني معين خورشيد محمود قسوري بأنه يعرف أسماء (عدد كبير من الأوروبيين) ممن تورطوا في نقل أسرار إلى دول تسعى لتطوير أسلحة نووية.
وقال قسوري لمندوبي مؤتمر أمني يعقد في مدينة ميونيخ الألمانية (لماذا هذا التركيز الجائر على باكستان.. وماذا عن الآخرين).
وأضاف (انني أعرف الأسماء ولا أريد البوح بها. وهي الأسماء التي أبلغتنا إياها الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران. هناك عدد كبير من الأوروبيين المتورطين إلا أنه يبدو ان التركيز ينصب على باكستان دون غيرها).
وفي اعتراف على شاشة التلفزيون يوم الأربعاء قال العالم عبد القدير خان إنه تصرف من تلقاء نفسه فيما يتعلق بتسريب أسرار نووية عندما كان رئيساً لبرنامج باكستان النووي خلال السبعينات. وجاء اعترافه بعد شهرين من التحقيقات التي أجرتها باكستان.
وعفا الرئيس الباكستاني برويز مشرَّف في اليوم التالي عن خان قائلاً انه لا يزال بطلاً قومياً رغم تسريبه أسرارا إلى إيران وكوريا الشمالية وليبيا.
لكن دبلوماسيين غربيين ومعلقين محليين قالوا ان خان لم يتصرف بمفرده وأنه يبدو أنه استخدم ككبش فداء للجيش الذي يرأسه مشرَّف.
وقال قسوري إن من الأهمية بمكان التركيز على أن هذه التسريبات حدثت خلال فترة قريبة وأنها تمت أساساً خلال الفترات الأولى للتطوير النووي عندما كان قلة فقط يعملون بهذا الأمر.
ومن جانبه قال وزير الخارجية الهندي ياشوانت سينها إن باكستان ليست الدولة الوحيدة التي ينشر علماؤها التقنية المتعلقة بالأسلحة النووية ويتعيَّن على المجتمع الدولي العمل على وقف هذه السوق السوداء.
وقال سينها لتلفزيون رويترز في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية على هامش اجتماع تجاري إقليمي في جزيرة فوكيت الواقعة في جنوب تايلاند (توجد دول كثيرة أخرى تدير هذا العمل وهي من العالم الغربي وهناك آخرون).
أود أن أقول ما يظهر بوضوح انه توجد سوق سوداء مزدهرة في التكنولوجيا النووية. ليست باكستان وحدها التي لا بد من الانحاء باللائمة عليها في هذا الشأن).
إنها ليست قضية هندية باكستانية، إنها قضية تتعلَّق بالمجتمع الدولي بأكمله.
وأردف قائلا (على المجتمع الدولي أن يناقش هذه السوق السوداء المزدهرة في التكنولوجيا النووية ولا بد من القيام بشيء ما لوقف هذه السوق السوداء ولاسيما الآن لأن المجتمع الدولي بأكمله مهدد بخطر سقوط الأسلحة النووية في يد إرهابيين).
إلى ذلك تعهد الرئيس الباكستاني برويز مشرَّف في مقابلة أذيعت يوم الأحد بأن توقف باكستان تسريب تكنولوجيا الأسلحة النووية. وقال مشرَّف في مقابلة مع شبكة ان بي سي في إسلام آباد (برجاء عدم الاعتقاد بأن نشاط الانتشار (النووي) نفسه هذا سيحدث مرة أخرى، أبداً هذا لن يحدث).
وكان مشرَّف يرد بذلك على أسئلة بشأن أسلوب تناوله لاعتراف العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان في الأسبوع الماضي بأنه سرَّب أسراراً نووية.
وسُئل مشرَّف عن اتهامات بأن عفوه عن خان يرقى إلى مستوى التستر على هذا الأمر فقال (لا أتفق مع هذا على الإطلاق.. المشكلة هي أنه رجل عظيم وهو بطل وبطل لكل فرد في الشارع, ومع ذلك فقد فعل شيئاً قد يسبب الضرر للبلاد. الآن كيف أعالج هذا الأمر).
على المرء أن يفهم الحقيقة، يوجد مفهوم دولي. ويوجد مفهوم محلي).
وقال مشرَّف انه سيؤيِّد أي خطوة من جانب الولايات المتحدة لإرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان لزيادة الضغوط على القاعدة. ولكنه شدَّد على أنه لن يسمح للقوات الأمريكية التي تطارد مقاتلي القاعدة وطالبان بعبور الحدود الى الأراضي الباكستانية. وأضاف: ليس هذا غير ممكن فحسب وإنما غير مطلوب.
|
