* طهران - الوكالات:
التقى الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا مع الرئيس الإيراني محمد خاتمي أمس الاثنين في اول زيارة يقوم بها عضو في الاسرة البريطانية المالكة للجمهورية الاسلامية منذ قيام الثورة في ايران عام 1979 التي اطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي.
وعكست رحلة تشارلز تحسن العلاقات بين لندن وطهران ومن المقرر ان يزور ولي عهد بريطانيا في وقت لاحق من اليوم القلعة القديمة لمدينة بم التي سواها بالارض الزلزال القوي الذي ضربها في 26 ديسمبر كانون الاول الماضي وقتل اكثر من 40 الفا.
كانت آخر زيارة لايران يقوم بها عضو من الاسرة البريطانية المالكة قبل 33 عاما حين حضر والد تشارلز الأمير فيليب زوج الملكة اليزابيث ملكة بريطانيا وشقيقته الأميرة الاحتفالات الباذخة التي اقامها الشاه الراحل في ذكرى مرور 2500 عام على قيام عرش الطاووس. وتجيء زيارة تشارلز في وقت تنامت فيه التوترات السياسية في ايران حيث يقف خاتمي وحلفاؤه الإصلاحيون في جانب امام مجلس صيانة الدستور المتشدد الذي يسعى لمنع مئات الاصلاحيين من خوض الانتخابات البرلمانية التي تجري في ايران هذا الشهر.
كما تواكب الزيارة الاحتفالات التي تقام هذا الاسبوع في الذكرى الخامسة والعشرين للثورة الاسلامية التي قادها اية الله الخميني الزعيم الاعلى الايراني الراحل.
وكانت بريطانيا في السنوات الاخيرة في مقدمة دول الاتحاد الاوروبي التي تتبع سياسة التعامل مع ايران في تعارض واضح مع السياسة التي تنتهجها واشنطن لفرض العزلة على ايران.
وعلى الرغم من تأكيد المسؤولين البريطانيين على ان زيارة الأمير تشارلز انسانية الطابع ومحورها زيارة بم الا ان بعض الصحف الايرانية اضافت ثقلا سياسيا الى الزيارة.
من جهة اخرى أكد مساعد وزير الخارجية الايراني محمد حسن عادلي أن العلاقات الدبلوماسية بين بلاده ومصر ستعود قريبا بعد قطيعة استمرت نحو 25 عاماً.
وقال عادلي: نحن راضون عن الاتجاه الذي تسير فيه هذه الخطوات والتي تحظى بموافقة قادة البلدين.
وجاءت تصريحات المسؤول الايراني بعد اجتماعه في القاهرة الليلة قبل الماضية مع وزير الخارجية المصري احمد ماهر لتسليمه دعوة رسمية للرئيس المصري محمد حسني مبارك تتضمن دعوته لحضور مؤتمر قمة الدول الثماني الاسلامية المقرر عقدها في طهران يومي 17و 18 الشهر الحالي.
يذكر أن البلدين قررا اعادة العلاقات الدبلوماسية بعد لقاء الرئيسين الايراني محمد خاتمي والمصري حسني مبارك على هامش مؤتمر المعلومات في جنيف في العاشر من ديسمبر الماضي.
وفي تطورات ازمة الانتخابات تظاهر مئات الطلبة بعد ظهر أول امس الاحد داخل جامعة طهران مرددين هتافات تدعو لمقاطعة الانتخابات التشريعية المقررة في 20 شباط / فبراير الحالي. وهتف الطلبة الذين لم يتمكنوا من الخروج الى الشارع بعد ان اغلقت قوات مكافحة الشغب والحرس الجامعي ابواب اسوار الجامعة (شعار كل ايراني هو مقاطعة الانتخابات) او (استقل يا خاتمي).
وانتشر ما بين 100 و150 عنصرا من قوات مكافحة الشغب حول جامعة طهران التي تقع في وسط المدينة. وكان بعض رجال الشرطة يتنقلون على دراجات نارية. وكان الطلاب نظموا قبل ذلك اعتصاما في الجامعة احتجاجا على (الازدراء بالطابع الجمهوري للنظام) الاسلامي في ايران.
وذكرت وكالة الانباء الطلابية ان نوابا اصلاحيين مستقيلين تكلموا في الاعتصام ونددوا بمجلس صيانة الدستور وبالمحافظين الذين يؤيدهم فقط 20% من المجتمع ويريدون فرض وجهة نظرهم. ومنع المراسلون الاجانب من الدخول الى حرم الجامعة. والقت احدى الطالبات كلمة قالت فيها: ان خاتمي اليوم هو غير خاتمي 1997 (عندما انتخب). اذا كان خاتمي لا يستطيع ادارة حركة الاصلاحات فيتوجب عليه ان يستقيل.
وبعد اسابيع من الازمة السياسية الناجمة عن رفض اكثر من 2300 طلب ترشيح معظمها لاصلاحيين اعلن الرئيس محمد خاتمي ان حكومته ستنظم الانتخابات التزاما ب(اوامر) المرشد الاعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي وذلك رغم رفض مجلس صيانة الدستور -الذي هيمن عليه الاصلاحيون- العودة عن قراره بقبول ترشيحات الاصلاحيين التي سبق ان رفضها.
|