* فلسطين المحتلة - بلال أبودقة:
انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي، سيلفان شالوم، بشدة خطة رئيس الحكومة الإسرائيلي، أريئيل شارون، لإخلاء قطاع غزة من المستوطنات اليهودية.
وأضاف شالوم، قائلا: إن تطبيق الخطة سيؤدي إلى سقوط الحكومة، منوها: لا شك أن الخطة، إذا دخلت مرحلتها التنفيذية، ستؤدي إلى سقوط الحكومة في تركيبها الحالي.
ومما قاله شالوم خلال المقابلة التي رصدتها الجزيرة: إن الخطة تثير غضبًا عارمًا داخل حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الحكومة الاسرائيلي، أريئيل شارون، وفي صفوف الوزراء وفي صفوف أعضاء الحكومة أيضا.
وأردف وزير الخارجية الإسرائيلي، قائلاً: أعتقد أن التقدم نحو تطبيق الخطة قد يؤدي في ظروف معينة إلى إجراء انتخابات جديدة.
إن خطوات أحادية الجانب لا تؤدي إلى تقليص الصراع والاحتكاك مع الفلسطينيين. وفي هذا السياق،قالت مصادر في مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة: إن على شارون، أن يدرك قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة أنه إذا سافر وفي جعبته خطة لفك الارتباط،وإزالة مستوطنات يهودية فلن تكون هناك حكومة ليعود إليها.
وكانت كتلتا اليمين المتطرف في اسرائيل: الاتحاد القومي (هئيحود هليئومي)، والحزب الديني الوطني (المفدال)، تسعيان للقيام بمناورة برلمانية مشتركة تهدف إلى الإطاحة برئيس الوزراء،شارون، حتى قبل سفره إلى واشنطن، وذلك في حال اصرار شارون على تنفيذ خطته.
وقال رئيس كتلة المفدال المتطرف النائب (شاؤول يهلوم): إن شارون يمر بمرحلة انحراف نحو اليسار ويتحتم عليه إخلاء منصبه أيديولوجيا وأخلاقيا.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي،أريئيل شارون قد هدد بتشكيل حكومة جديدة،إذا حاول شركاؤه اليمينيون في الائتلاف الحاكم تعطيل خطته لإعادة انتشار المستوطنات اليهودية في قطاع غزة.
ونقلت صحيفة معاريف الاسرائيلية عن شارون قوله: إن إزالة المستوطنات اليهودية من قطاع غزة,امر حاسم لبقاء إسرائيل.
وقال شارون الذي يواجه قضايا جنائية متعلقةبكونه قد تلقى رشاوى مالية هو ونجلاه عمري وجلعاد: سأواجه المستوطنين بوضوح.
لن يكون الأمر سهلا وسيكون قاسيا. إنه أمر معقد. ويتعلق بآلاف الأشخاص لكنني أعرف أن هذه الخطة حاسمة لبقاء إسرائيل،والشعب اليهودي.. إنها مسئوليتي.
وأضاف شارون،قائلا: لمصلحة الشعب اليهودي الصغير عليّ محاولة إيجاد الظروف القصوى لبقائه.
يجب أن نتقدم ونرى كيف يمكن أن تتطور الأمور.
لدينا خيار بين السيئ والأسوأ،ويجب اختيار الأقل ضررا،وأعتقد أنه من الأفضل لإسرائيل على المدى البعيد ألا تبقى مستوطنات يهودية في قطاع غزة..
وكان شارون قال أول أمس الاثنين ل صحيفة هآرتس الاسرائيلية : أعطيت الأمر لوضع خطة لإخلاء (17 مستوطنة يهودية) في قطاع غزة.
مضيفا: اني انطلق من مبدأ أنه لن يكون هناك يهود في غزة في المستقبل،مشيراً إلى أن المستوطنات ال (17) التي يعتزم إخلاءها تؤوي ما مجموعه (7500 مستوطن يهودي(
وتابع شارون قوله: أنوي القيام بعملية إخلاء،عفوا إعادة انتشار،للمستوطنات التي تشكل مشكلة لنا،ولمواقع لن نحتفظ بها على أية حال في إطار تسوية نهائية،مثل مستوطنات قطاع غزة.
وأضاف قائلا: أنا أنطلق من فرضية أن اليهود لن يقيموا في غزة في المستقبل.
إننا نتحدث عن ( 7500 شخص )،ليس بالعدد البسيط. نتحدث عن آلاف الكيلو مترات المربعة من المزارع والمصانع ومصانع التعليب. هناك من أقام فيها منذ ثلاثة أجيال. الأمر الأول هو الحصول على موافقتهم.
وأضاف شارون: إن نقل آلاف الكيلو مترات المربعة من المزارع والمؤسسات التربوية لا يتم بسرعة،لاسيما في حال اذا تم ذلك وسط المواجهات.
جدير بالذكر أن جهات إسرائيلية كثيرة اعتبرت تصريحات شارون بمثابة علاقات عامة،وأنها مجرد خطط كباقي الخطط المحفوظة،فيما اعتبرت حركة السلام الآن الاسرائيلية تصريحات شارون بمثابة أقوال لا تتم ولا تترجمها الأفعال.
فيما رأى آخرون أن كل تصريحات شارون ليست إلا خديعة كبرى.
ولاسيما أنه قال ألف مرة انه ينوي إخلاء مستوطنات لكنه لم يقم بإخلاء أي بؤرة،حتى الآن.
ويرى بعض الإسرائيليين أن ما يحاوله رئيس الحكومة هو ابعاد اهتمام الرأي العام عن التحقيقات الجارية معه،بخصوص قضايا الفساد والرشوة،لكنه لا ينجح في ذلك. ويقول مراقبون ل الجزيرة: رغم أن شارون أوعز إلى المسؤولين في اسرائيل ببدء الإعداد لخطة نقل المستوطنات،إلا انه يتضح من تصريحاته جليا انه احتفظ بمساحة واسعة من المناورة،يمكنها أن تجعل من مسألة إخلاء هذه المستوطنات،مسألة طويلة الأمد،قد تستغرق اكثر من عامين،وهي الفترة التي تحدث عنها شارون في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة هآرتس الاسرائيلية.
(فشارون) يعدد المراحل التي ستمر بها خطته،والتي يمكن الاستنباط منها بأنه يبين،مسبقا،ما يمكن أن يعتبره عراقيل يتخذ منها ذريعة للتراجع عن تصريحاته في المستقبل.
|