يتلقى نظام الدراسات العليا في الجامعات السعودية ردود أفعال سلبية باستمرار من خريجي الجامعات بشأن التضييق عليهم في عملية قبولهم في الدراسات العليا، ومع ذلك مازال هذا النظام يسير بطريقته القديمة وكان آلاف الراغبين في الالتحاق بالدراسات العليا لايعنون له شيئاً.
هذا النظام الذي مازال يعتمد تقدير الدارس في الشهادة الجامعية أساساً لعملية القبول، لايعي المتغيرات الآنية وتبدل الأحوال وتغيب عنه حاجة السوق للاكاديميين والمنظرين والباحثين بوصفهم القوة التي تبتكر الخطط وتضع الرؤى وتبني الاستراتيجيات مثلما هي حاجة السوق للايدي المتخصصة في العلوم التطبيقية.
إن النظرية كفكر تسبق (الأيدي) العاملة وهي كعلم تنظيم الجهود، من هنا تأتي أهمية الدراسات العليا التي تؤسس أكبر عدد من الأفراد القادرين على اطلاق النظرية ضوءا شاملا يكشف لنا الاهداف وطريقة الوصول إليها.
ليس ثمة إشكال عندما ينتشر حرف (الدال) بجوار الأسماء السعودية، ولا يسقط ذلك من شأنها كما يعتقد بعض (الدكاترة)، بل هي ظاهرة صحية طالما أنها تتم وفق منهجيتها الصحيحة، وإيجابية تلك الكثرة ان التركيز سينصب على حامل الشهادة بدلا من التركيز على الشهادة ذاتها كما هو حاصل الآن.
الإشكال أن تعطى فرصة القبول لمن وهبهم الله حافظة حديدية على خلاف من أعطاهم الله موهبة التحليل والتركيب والتقويم لأن ذلك الخطأ الفادح، سينتج عنه حطأ في النتيجة الأمر الذي يؤثر على سوق العمل مما يضطرنا مستقبلا ان نوجد بدائل مناسبة لسعودة المنظرين والباحثين والاكاديميين.
|